- صاحب المنشور: ليلى بن داود
ملخص النقاش:يتزايد القلق بشأن الأثر المتزايد لتغير المناخ على الأمن الغذائي عالميًا. هذا التحول الدراماتيكي في الظروف البيئية يشكل تحديات كبيرة ويستلزم استجابات استراتيجية لضمان القدرة المستدامة للإنتاج الزراعي والغذاء. يمكن رؤية هذه العواقب جليًا في تقلبات الطقس غير الطبيعية التي تؤدي إلى الجفاف والأعاصير والحرائق الكبيرة؛ كلها عوامل تلحق الضرر بالمحاصيل وتؤثر على الإمدادات الغذائية. كما تتعرض موارد المياه للتأثير السلبي بسبب ذوبان الأنهار الجليدية والتغيرات في أنماط هطول الأمطار.
تتزايد درجات الحرارة العالمية مما يعجل بفترة موسم النمو ويقلل الغلة المحصولية للعديد من النباتات الرئيسية مثل القمح والشعير والذرة. بالإضافة لذلك، يصبح انتشار الآفات والأمراض أكثر شيوعاً تحت ظروف الاحترار المناخي الجديد. وبينما تشهد بعض المناطق نقصا حادا في توافر الغذاء بسبب الفشل الزراعي الناجم عن تغيّر المناخ, فإن مناطق أخرى قد تصبح عرضة لنقص غذائي نتيجة زيادة الطلب مع ارتفاع عدد السكان العالمي الذي يتوقع أن يصل لأكثر من تسعة مليارات شخص بحلول العام 2050 وفق توقعات الأمم المتحدة.
على الرغم من الصعوبات العديدة المرتبطة بإدراك تغير المناخ وأثره الحاسم على النظام الغذائي العالمي إلا أنه يوجد العديد من الفرص أيضا. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام التقنيات الحديثة كالتكنولوجيا الذكية والمراقبة عبر الأقمار الصناعية لتحسين ادارة الري واستخدام الأراضي بشكل أكثر كفاءة. إن تطوير الأصناف الجديدة للمحاصيل والتي تتكيف مع ظروف الطقس المختلفة ستكون ذات فائدة كبيرة خاصة عند ندرة المياه أو خلال فترات الجفاف الشديد. علاوة على ذلك، هناك احتمالية باستخدام الطاقة النظيفة والإنتاج الحيواني بطرق مستدامة كحلول محتملة للمشكلة المعقدة للأمن الغذائي بسبب غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الانبعاثات الحيوانية والنباتية.
ومن منظور اقتصادي واجتماعي، سيحتاج العالم لدعم الدول الأكثر فقراً والمعرضة للتأثيرات المدمرة لتغير المناخ وذلك بموجب الالتزامات الدولية الخاصة باتفاق باريس حول الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وفي الوقت نفسه، سيكون من المحوري تعزيز التعليم حول أهمية الاستدامة والتغذية الصحية بين المجتمعات البشرية كي يتمكن الناس من اتخاذ قرارات ذكية فيما يتعلق بتناول الطعام وكيفية التعامل مع مخزونهم الغذائي أثناء حالات عدم اليقين الاقتصادية والعلمية المرتبطة بسلاسل توريد المواد الغذائية والسكان المتناميين.
وفي النهاية، يبرز دور الحكومات والجهات الفاعلة الأخرى في القطاع الخاص ومجتمع الأعمال في ضمان المرونة والاستعداد لمواجهة التأثيرات المحتملة لتغيرات المناخ على القطاعات الزراعية والغذائية. ومن الواضح الآن ضرورة وضع سياسات عامة مدروسة