حكم الدعاء للميت أثناء حمل الجنازة: بين السنة والبدعة

الدعاء للميت والاستغفار له عبادة مشروعة، ولا حرج في أن يستغفر الإنسان لأخيه أثناء حمل الجنازة والسير بها سراً. ومع ذلك، فإن رفع الصوت بالدعاء للميت أث

الدعاء للميت والاستغفار له عبادة مشروعة، ولا حرج في أن يستغفر الإنسان لأخيه أثناء حمل الجنازة والسير بها سراً. ومع ذلك، فإن رفع الصوت بالدعاء للميت أثناء حمل الجنازة، مثل قول "استغفروا لأخيكم"، قد كرهه بعض العلماء واعتبروه من البدع المحدثة.

يذكر ابن أبي شيبة في مصنفه باباً بعنوان "ما قالوا"، حيث يروي عن إبراهيم أنه كان يكره أن يتبع الرجل الجنازة قائلاً "استغفروا له غفر الله لكم". كما روى بكير بن عتيق أن سعيد بن جبير قال لرجل قال "استغفروا له غفر الله لكم": "لا غفر الله لك". وعطاء أيضاً كره أن يقول "استغفروا له غفر الله لكم".

ويشير تحفة المحتاج للعلامة الهيتمي إلى كراهية رفع الصوت بالذكر أو القراءة أثناء المشي مع الجنازة، لأن الصحابة رضي الله عنهم كرهوه حينئذ. وكره الحسن وغيره قول "استغفروا لأخيكم"، وقال ابن عمر لقائله: "لا غفر الله لك".

وفي أحكام الجنائز للشيخ الألباني، يعتبر الصياح خلف الجنازة بـ "استغفروا له يغفر الله لكم" من البدع.

لذلك، ينبغي على المسلمين أن يسكتوا أثناء حمل الجنازة، متفكرين في الموت وفناء الدنيا، ذاكرين بلسانهم سراً لا جهراً، لأن رفع الصوت بالدعاء للميت أثناء حمل الجنازة بدعة قبيحة.


الفقيه أبو محمد

17997 Blogg inlägg

Kommentarer