تستعد أنقرة لاستقبال ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد غدا في زيارة لن تتوج المصالحة بين تركيا والإمارات فحسب، بل قد تحدث تغيرا في المسار الإقليمي. خلال العقد الماضي بدت العلاقات التركية مع القوى العربية الفاعلة أسيرة تنافس حاد افتقد لقواعد تديره بشكل سلس وتمنع خروجه عن السيطرة
بعد عقد من صراع مفتوح وغير مقيد بقواعد اشتباك واضحة، تُبدي تركيا وخصومها العرب الرئيسيون استعدداً لطي صفحة ما بعد الربيع العربي وإعادة تنظيم خلافاتهم بعيداً عن مواجهة استنزفت من قدرات الطرفين وحدت من فرص التعاون لحل النزاعات الإقليمية التي أثّرت سلباً على الجميع من دون استثناء.
هناك عوامل عديدة دفعت تركيا والإمارات إلى المصالحة تتركز بشكل رئيسي على مواجهة التحديات الاقتصادية التي فرضتها تأثيرات المواجهة عليهما، فضلا عن تداعيات كورونا. حقيقة أن العلاقات التجارية بين البلدين لم تنقطع تماما وأن خلافاتهما الإقليمية لم تؤدي لقطيعة شكلت أرضية مهمة للمصالحة.
ما كان للمسار الجديد بين تركيا والإمارات أن ينجح لولا البراغماتية التي تتميز بها السياسة الخارجية للبلدين، والتي ساعدتهما على إحداث تحول سريع في السياسات والتكيف مع الوضع الجديد في مجال الاقتصاد على وجه التحديد. لذلك تبدو المنافع الاقتصادية للطرفين الدافع الرئيسي لإنهاء القطيعة.
بالنسبة لأردوغان، فإن الاستثمارات الإماراتية الموعودة ومشاريع التعاون الجديدة ستكون مفيدة له قبيل انتخابات 2023. كما أن المصالحة ستساعد تركيا التي تواجه صعوبات في العلاقات التجارية مع المنطقة ويوفر لها فرصا اقتصادية جديدة بالنظر إلى مزايا الإمارات في الخليج في التجارة والاقتصاد.