يسَجِّلُ لنا التاريخُ الوصية الجامعة للعجوز « تبركانت » عندما زارها جَمْعٌ من العزّابة . فقالوا لَهَا : أوْصِنَا يا عَجُوز . فقالت : كيف أوصيكم وأنتمُ الرجال ، منكم الأنبياء والرسل ، ومنكم الأمراء والوزراء ومنكم الْمُؤَذِّنُونَ والأئمة ؟ قالوا : لا بُدَّ ، فإنَّ الذِّكْرى تنفع https://t.co/gNWi6hi801
المؤمنين . قالت : « إيّاكم وكثرة الكلام لئلا تكذبوا . وإياكم وكثرة الأَيْمَان لئلا تَحنثوا . وإياكم وكثرة الدلالة لئلا تسرقوا. وإياكم والتهمة لئلا تَظلموا » . قالوا : زيدينا . قالت : « إياكم أن تكون زيارتُكم طلبَ حوائجكم ، ومصافحتُكم مقارعةً ، وأكلُكم أكلَ النُّهَماء ،
ومشيُكم مشيَ الْمَرْضَى ، ونومُكم نومَ الْمَوْتَى » . قالوا : زيدينا . قالت : « شرُّ الصدورِ صدرٌ لا رأفة فيه ، وشرُّ الأقدام قَدَمٌ لا يزور في الله ، وشرُّ البيوت بيتٌ لا يدخله المسلمون ، وشرُّ المالِ مال لا ينفق منه » . ثُمَّ ذكَرَتْ كلامًا باﻷمازيغية يَرْجِعُ معناه إلى قول
بعض الحكماء : « نَقِّ العملَ فإنَّ الناقد بصير . جَدِّدِ السفينةَ فإنَّ البحر عميق . كَثِّرِ الزادَ فإنَّ السفر بعيد . خَفِّفِ الحِمْلَ فإنَّ العقبة كَؤود » .