لتو. رأيت طفلاً يرقص فرحًا، ولا أعلم ما السبب. اقترب مني وصافحني على الفور قائلاً بحماسة : بارك لي !

لتو. رأيت طفلاً يرقص فرحًا، ولا أعلم ما السبب. اقترب مني وصافحني على الفور قائلاً بحماسة : بارك لي ! فضحكت وسألته: على ماذا أبارك لك؟ للمحة، ظننت أنه

لتو. رأيت طفلاً يرقص فرحًا، ولا أعلم ما السبب. اقترب مني وصافحني على الفور قائلاً بحماسة : بارك لي ! فضحكت وسألته: على ماذا أبارك لك؟ للمحة، ظننت أنه حصل على معدل دراسي مرتفع أو أن هناك أمرًا يستحق التهنئة. لكنه قال بكل فخر: أنا إتحادي ولقد تغلبنا على الهلال في المباراة اليوم!

تلألأت ملامحي دون أن أظهر أي فرح، فبادرني بالسؤال:أنت هلالي، أليس كذلك؟ فأجبته: لست هلاليًا ولا نصراويًا ولا أميل للرياضة عمومًا. عندما تتسع دائرة التشجيع، أشجع الأقرب لي، مثلما فرحت بتأهل المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 واحتلالهم المركز الرابع، أو عندما تغلب المنتخب السعودي

على الأرجنتين في نفس البطولة. أما الأندية المحلية، فلا أتابعها.حفاظاً على سلامتي النفسية

بدأ الطفل بكل عفوية وبراءة يشرح لي بحماسة الأهداف التي حققها الاتحاد هذا الموسم وكيف أنه يتقدم بشكل لافت للنظر، ثم قال لي: لماذا لا تنضم إلى هذا الفريق وتشجعه ؟ ابتسمت وقلت له: سأفكر في الأمر

نظرت إلى ملامح الطفل وفرحه الشديد، فتساءلت كيف سيكون حاله لو خسر ناديه هذه المباراة؟ بالطبع، سيكون شقاؤه يوازي سعادته الآن. وهذا ما يجعلني أميل دائمًا إلى الراحة النفسية وأقول: الراحة تكمن في الخروج من هذا العالم الأسود.

لا ينبغي للشخص العاقل الناضج أن يربط سعادته وشقاءه بشيء دنيوي لا يسمن ولا يغني من جوع، لأنه ببساطة لا يصب في مصلحتك، ولا يحمل أي عائد ذو قيمة حقيقية. بهذا، تكون قد أرهقت نفسك بنفسك وبلا جدوى •


طه التونسي

5 Blog Mensajes

Comentarios