الجميع يتحدث عن الهشاشة النفسية عند الشباب والمراهقين لكن لماذا لا نتحدث عن ظروف العالم الحديث التي

الجميع يتحدث عن الهشاشة النفسية عند الشباب والمراهقين لكن لماذا لا نتحدث عن ظروف العالم الحديث التي جعلتهم بهذه الهشاشة وعرّضتهم لهذه الأزمة؟

الجميع يتحدث عن الهشاشة النفسية عند الشباب والمراهقين

لكن لماذا لا نتحدث عن ظروف العالم الحديث التي جعلتهم بهذه الهشاشة وعرّضتهم لهذه الأزمة؟

من مظاهر العالم الحديث:

جو عام يخلو من التديّن والتراحم، منصات مصممة لأن توقعك بالإدمان، علاقات عابرة لا عمق فيها ولا رابطة ولا معنى، غياب القدوات وتصدّر من يشوّه مفاهيم الحياة، تأخر الزواج وهذا يؤدي إلى تأخر الاستقرار، فردانية تتسرب إلينا دون أن نشعر ومآلها الوحدة ..

يجب على المرء في العشرينات من عمره أن يتخذ قرارت مصيرية، مثل التخصص الدراسي والوظيفة المهنية واختيار شريك الحياة، في ظل سقف توقعات مرتفع يضعه المجتمع للأفراد، وتحت ضغط مفهوم (النجاح) المغلوط

النجاح اليوم له صورة محددة مسبقاً، نلاحقها بغرض إرضاء المجتمع، لا إرضاء ضمائرنا.

هذا الجيل يفقد الاستقرار، ولا يفقدها بسبب علّة ساكنة فيه، بل بسبب النظام العالمي الذي يتقلّب فيه المرء بتسارع لا راحة فيه

يلوم البعض هذا الجيل أكثر من اللازم، ويحيلون هشاشتهم إلى بعض مظاهر الترف، مثل شراء قهوة مكلفة كل صباح، ويتغاضون عن الظروف الخارجية التي تسحق الشاب ولا ترحمه.

لا أقول أن شباب اليوم يعانون أكثر من شباب الأمس، ولا أدافع عن أقراني من باب تقارب العمر، ولا أنفي وجود فئة هشّة تحتاج أن تصحح تصوراتها

لكني أقول:

لكل جيل تحدياته، ولا يليق لوم الشباب دون أن نفهم أن مشاكلهم حقيقية، وأن همومهم ليست محصورة في شراء كوب قهوة أو ركوب سيارة جديدة.


أحلام الحساني

4 مدونة المشاركات

التعليقات