## استكشاف العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية: نظرة متعمقة

تُعد الصحة النفسية جزءًا حيويًا من رفاهيتنا العامة، وقد أصبح هناك اهتمام متزايد بفهم كيف يمكن أن يلعب الطعام دوراً رئيسياً فيها. في السنوات الأخيرة، ظهرت أدلة تشير إلى وجود رابط قوي بين النظام الغذائي ونوعية الحياة النفسية. سوف نستكشف هذه الظاهرة بشكل مفصل، مستعرضين الأبحاث الحديثة وفوائد بعض الأطعمة للصحة النفسية.

فوائد البروبيوتيك لصحة الدماغ

هناك نوع خاص من الطعام يُعتبر له تأثير مباشر على صحتنا العقلية وهو "البروبيوتيك". وهي بكتيريا حية موجودة عادة في الزبادي ومشتقات الحليب والأطعمة المخمرة الأخرى مثل مخلل الملفوف والتيمبي. يوضح البحث بأن لهذه البكتيريا دور هام في دعم الجهاز المناعي وصحة القولون ولكن أيضاً لها تأثير كبير على الصحة النفسية. تُشير الدراسات إلى أنه بينما تستهلك البروبيوتيك، تقوم بتغيير هيكل الفلورا المعوية التي بدورها تؤثر على إنتاج الناقلات العصبية المؤثرة في الحالة المزاجية، بما في ذلك السيروتونين والدوبامين.*[1]* إذا كنت ترغب في تحسين مزاجك العام عن طريق تغيير نظامك الغذائي، يجب عليك تضمين المزيد من الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك.

الدهون الصحية ودورها في الوظيفة الإدراكية

إن الحديث عن الدهون الصحية (الأوميجا 3) أمر مهم للغاية عندما نتحدث عن الصِّحة النفسيّة. تعتبر الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة أساسية لبناء خلايا الجسم وتعمل كمواد بناء للأنسجة وعنصر ضروري لحماية الأعصاب الخلوية. تجد هذه الدهون بنسبة عالية جداً في الأسماك الدهنية كالسمك السلموني والسردين وفي بذور الكتان والجوز والفاصوليا السوداء وغيرها الكثير. وفقاً لأحد التقارير الصادرة حديثاً عن الجمعية الأمريكية للتغذية، فإن نقص هذه الأحماض قد يؤدي إلى مشاكل إدراكية واضطرابات عاطفية.[2] لذلك، ينصح بالإكثار منها للحفاظ على نشاط عقلي سليم وإيجاد توازن ذهني أفضل.

مركبات مضادات الاكسدة ونظام غذائي متوازن

من الجدير ذكره أيضًا أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات عالية من المركبات المضادة للاكسدة مثل الفيتامينات A,C,E والمعادن الأساسية مثل المغنيسيوم والسيلينيوم تترافق بنتائج صحية نفسية إيجابية حسب العديد من الدراسات العلمية الحديثة.[3]. يمكنك الحصول عليها عبر تناول مجموعة متنوعة ومتنوعة من الفاكهة والخضراوات الطازجة والبقوليات والحبوب الكاملة.

النقاط الرئيسية:

1. البروبيوتيك يقوي جهاز المناعة ويحسن صحة القلب والعقل.

2. الدهون الصحية تقوي وظائف المخ وتعزز الاستقرار العقلي.

3. الأطعمة الغنية بالمضادات للأكسدة تساهم في تحقيق حالة ذهنية مطمئنة.

هذه الثلاثة عناصر يمكن اعتبارها أساسيات لتأسيس قاعدة غذائية تدعم الصحة الذهنية لكن يبقى التنويع والإعتدال هما مفتاحا نجاح أي خطة تغذوية هدفها الوقاية والعلاج بالتزامن مع استخدام الأدوية تحت اشراف الطبيب عند الضرورة.

المراجع:

[1] [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3897799/]

[2] [https://www.eatrightpro.org/~/media/eatrightpro-files/files/specialty%20practice%20groups/spg-nutrition%20and%20wellness/fattyacid_shortageinchildren_FINALPDFV14A1.ashx](https://www.eatrightpro.org/~/media/eatrightpro-files/files/specialty%20practice%20groups/spg-nutrition%20and%20wellness/fattyacid_shortageinchildren_FINALPDFV14A1.ashx)

[3] [https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/31076579/]