- صاحب المنشور: رضا الموريتاني
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي الحالي، غدا العالم أكثر اتصالاً وترابطاً. وقد أدى هذا التحول الكبير إلى تغيير جذري في طريقة حياتنا اليومية وأثر بشكل كبير على صحتنا النفسية والعقلية. بينما توفر لنا التقنيات الحديثة وسائل جديدة للتواصل والتفاعل مع الآخرين حول العالم، إلا أنها قد تشكل تحدياً كبيراً لمنظومة صحتهم العقلية. يناقش هذا المقال تأثير هذه الأجهزة الإلكترونية والإنترنت على الحالة النفسية للناس وكيفية مواجهة هذه المشاكل بطرق علاجية فعالة وملائمة للعصر.
أصبحت الشاشات جزءًا أساسياً من روتين يومي الكثيرين، مما يؤدي لزيادة مستويات القلق والإجهاد والإرهاق الذهني بسبب عوامل مختلفة مثل الضغط المرتبط بالعمل عبر الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمبالغة في استخدام الهواتف والأجهزة الذكية. بالإضافة لذلك، يمكن أن تزيد هذه الوسائط من فرص التعرض للإدمان الصحي غير المتوازن، وهو حالة نفسية تتميز بصعوبات التحكم باستخدام تقنية معينة أو جهاز رقمي محدد.
من جهة أخرى، يوفر الإنترنت العديد من الفرص الإيجابية لتحسين الصحة النفسية للمستخدمين؛ إذ يتيح الوصول لأخصائيين نفسيين متخصصين عبر الفيديو كونفرانس واستشارة خبراء مجهولي الهوية وغيرها من الخدمات التي تساعد المحتاجين لهذه المساعدات بدون الشعور بالخجل أمام المعرفة الشخصية لهم. كما أنه مصدر لمجموعة واسعة من المنشورات والثقافة والمعرفة المتعلقة بمختلف المواضيع ذات الصلة بالصحة العقلية.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فإن لها آثار خطيرة تتعلق بالإدمان عليها ويمكن أن تساهم أيضًا فيما يسمى "النفسانية الاجتماعية"، حيث يشعر الأفراد بالعزلة حتى عندما يكونون ضمن حشد كبير. ولذلك، ينبغي فهم الجانب السلبي لهذا الأمر وتعزيز توازن أفضل بين الاستخدام البناء للأجهزة الرقمية والحفاظ على صحة ذهنية جيدة.
وفيما يتعلق بعلاج الأمراض الناجمة عن سوء استغلال التكنولوجيا وصيانة الصحّةالعقلية عموماً، فقد طور الخبراء العديد من الطرق المستندة للدعم النفسي والسلوكي والتي تساعد المرضى الذين يعانون من إدمان الشبكة العنكبوتية أو قضايا مرتبطة بها كالاضطراب ثنائي القطبية واضطرابات القلق المختلفة. مثال ذلك برنامج التدخل المعرفي السلوكي الذي يساعد الشخص المصاب بإدمان الهاتف المحمول مثلاً بتحديد الدوافع الكامنة خلف عاداته السائدة وضبط رد فعل جسمه تجاه محاولاتها لإلزام نفسه بالمواصلة في تلك التصرفات الغير مفيدة لصحة ذهنه وجسده أيضاً.
بالإضافة لذلك، تلعب التعليم والتثقيف دوراً محورياً في عملية إعادة التأهيل عند مساعدة مرضانا على تحقيق حياة متوازنة أكثر خالية ممنغصاتها المرتبطة بالتطبيقات الإلكترونية الحديثة. ويقع دور المجتمع والدوائر الحكومية هنا بارز بالنسبة لتوفير موارد تعليم إلكتروني متنوع وقادرٍ على تقديم نصائح إرشادية موجهة نحو تحسين نوعية الحياة العامة وبخاصة الجوانب الصحية والنفسية منها.
وفي الأخدود الأخير، يجدر بنا التشديد مجددًا بأنّ تكنولوجينا هي مجرد أداة قابلة للاستعمال بحسب طرائقه المختلف سواء كانت جذرية أم مؤقتة المؤثرة جوانبه العملية والفكرانية وعلى حد سواء! إن اختيار النهج الأنجع يبقى تحت تصرف المستخدم نهاية المطاف. فبينما تعد كل واحدة فرصة فريدة لنشر الرفاه والاستمتاع بالحياة بسعادة وطمأنينة داخل البيئة الحياتيه العامّه الخاصة بكل شخص فرديا كذلك!.
ختاما ، بات واضحا الانفتاح الواسع الآفاق امام الحاضرين ومن بعدهم ذالك الجيل الذي سيولد لاحقا اذ أصبح لدينا الآن أدوات رائعه مدعومه بخبرة عالية تمكن مجتمعات كامله سابقا كانت تعاني الامراض النفسيه والجسدليه نظرا لحالتها الاقتصاديه وضعف مستوى الخدمات المقدمه انذاك ...واليوم نحن نشهد تقدما مذهلا يتمثل ببرامج دعم طبيعية تقدم حلولا علميه وعمليه تجنب البشر الوقوع في براثن مصائب مشابهه وذلك بناء علي تجارب السابقِينَ .وبالتالي سنكون بذلك قد حققنا هدفنا المنشود وهو خلق عالم افضل يسوده التسامح والتراحم والسلام الداخلي والخارجي أيضا !