تُعدّ تغذيتنا جزءاً رئيسياً من حياتنا اليومية، لكن نادرًا ما نتوقف للتفكير في مدى ارتباط غذائنا بصحتنا الذهنية والعقلية. دراسات حديثة كشفت عن رؤى مثيرة تتعلق بالدور الذي يلعبه الطعام في دعم الوظائف الإدراكية والقدرات العقلية لدينا. إليك نظرة فاحصة على هذه النتائج العلمية المشوقة.

الرابط بين الدهون الصحية والدماغ

تشير الكثير من الأدلة البحثية إلى أن تناول كميات مناسبة من الدهون الصحية يمكن أن يحسن الصحة العامة للدماغ. وخاصة الأحماض الدهنية أوميغا-3 التي توجد بكثرة في الأسماك والزيوت النباتية مثل زيت بذور الكتان وزيت بذور اليقطين. يُعتقد بأن هذه الأحماض تلعب دوراً مهماً في بناء وتجديد خلايا المخ مما يعزز الذاكرة ويحسن التركيز ويقوي القدرات الاستيعابية. بالإضافة لذلك فإن بعض الدراسات تشير أيضاً لتأثير إيجابي للأطعمة الغنية بالألياف الغذائية وفيتامينات ب6 وب12 وحمض الفوليك لأنها تعمل بشكل مشترك لتحسين تدفق الدم إلى الدماغ وحماية الخلايا العصبية ضد الضرر التأكسدي.

دور البروتين والنظام الغذائي المتوازن

البروتينات تعتبر ضرورية جدا لبناء وإصلاح الخلايا بما فيها تلك الموجودة داخل دماغ الإنسان. نقترح نظامًا غذائيًا متوازنًا يشمل مصادر مختلفة غنية بالبروتين كاللحوم البيضاء والخضروات والفاصولياء وغيرها للحفاظ على نشاط وظيفة الجهاز العقلي. كذلك فقد وجدت العديد من التقارير العلمية مؤخرا تأثيرات محفزة لأغذية أخرى مثل الشوكولاتة السوداء تحديدًا بسبب محتواها المرتفع من مضادات الأكسدة والتي تحمي الخلايا العصبية من التأثيرات المؤذية الناجمة عن الشيخوخة والتدهور الطبيعي مع مرور الزمن.

الحذر من الأطعمة المعروفة بازدرائه لصحة الدماغ

في حين أثبتت أغلب الأبحاث علاقتهم بالإيجابية فيما يخص النظام الغذائي والصحة النفسية؛ إلا أنه يجب الانتباه أيضًا للأطعمة غير المفيدة لهذه العملية من قبيل السكريات المصنعة والمواد الهلامية (الهيدروجينية) وشرب الكحول بكثافة والذي قد يؤثر سلبًا على كفاءة ذاكرتك وفهمك وقدرتك العامّة علي التفكير واتخاذ القرار السليم .

خلاصة القول؛ يعد اتباع نمط حياة صحّي شامل ومُعتدل أحد الطرق الرئيسية للمساعدة في تحقيق أقصى قدر ممكن من القدرة الإدراكية وصحة الدماغ عبر فترة العمر كاملة - ولكن حتى وإن لم يكن لديك الوقت لاتباع خطة منظمة للغاية أو الوصول إلى خيارات طعام محددة بشكل يومي، يمكنك البدء بخيارات بسيطة بإدخال المزيد من الفاكهة والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة ضمن روتينك اليومي وستكون بذلك وضعت أساس قواعد أفضل للإستمتاع بحياة عقليّة ممتازة!