بناءً على تعاليم الدين الإسلامي، يعتبر الماء أساسياً للحياة البشرية وهو مصدر رئيسي للنظافة الشخصية والصلاة. وفقاً لما جاء في القرآن الكريم "وأنزلنا من السماء ماء طهوراً"، يشير هذا النص إلى طهورية الماء ومكانته الخاصة. ومع ذلك، هناك خصوصيات يجب مراعاتها عند التعامل مع الماء اليومي المستخدم في البيوت.
في حالة تعرض الماء لتغييرات طفيفة بسبب إضافة مواد طاهرة مثل الكلور أثناء المعالجة، تبقى هذه المياه طاهرة وتستخدم لأداء الطهارة والأعمال الدينية وفقاً للقواعد الفقهية الإسلامية. هذا لأن تغيير اللون أو الطعم الناجم عن المواد الطاهرة لا يبطل خصائصها الطاهرة الأصلية.
وقد أكدت آراء العديد من الفقهاء، منهم الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد بن حنبل -فی رأی واحد منهما- أن الماء الذی تغيّر بصورة غير ملحوظة نتيجة وجود مواد طاهرة کالمواد الكميائية المستخدمة لتحسين جودة الماء، يبقي ذو طبيعة طاهرة ويظل صالح للاستخدام في غرض الغُسل والوضوء. هذا الرأي قائم علی شرط ألّا تؤدي هذه التعديلات الی جعل اسم الماء مختلفا تمام الاختلاف.
وفي المقابل، هناك مدارس أخرى من الفقه الإسلامي تقيد الاستخدام بناءً علي عدم القدرة علي التحقق والتأكيد النهائي لطهارة الماء نظرا للتغيير الكبير الذي حدث له. ولكن تحت الظروف الاعتيادية حيث يمكن التأكد من نسب المواد المضافة وأن تأثيرها محدود بشكل كبير، فإن أغلبية الآراء القانونية تتفق علي كون مثل هاذه الأنواع ماء مستخدما قانونيا طاهرًا ومتوافق معه شرعا.
ختاما، يستطيع المسلم استخدام المياه البلدية المحلية والمطعّمة بالمشتقات الكيميائية مثل الكلور لغرض التطهير أثناء أداء مناسك الضرورات الاجتماعية والدينية بدون القلق بشأن تأثيرات تلك المواد علي صلاحيتها حسب الأحكام الشرعية الإسلامية التقليدية والمعاصرة.