- صاحب المنشور: عبد المجيد البناني
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف القطاعات، يبرز دور هذا المجال الهام أيضًا في تحسين السلامة العامة على الطرق. يمكن للأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي المساعدة في منع الحوادث وتحليل البيانات لتحديد الأنماط التي قد تؤدي إلى حوادث مستقبلية. تتضمن هذه الإمكانيات استخدام الكاميرات المتقدمة والتحليلات التنبؤية والأتمتة الآمنة للمركبات.
تُعدّ كاميرات الرؤية البصرية إحدى الأدوات الرئيسية في هذا السياق. باستخدام خوارزميات التعلم العميق، تستطيع هذه الكاميرات مراقبة حركة المركبات والمحيط بها، واكتشاف أي مخالفات أو ظروف خطيرة مثل تجاوز السرعة غير القانوني أو ضعف رؤية الطريق بسبب الأحوال الجوية الصعبة.
كما يلعب التحليل الدقيق للبيانات دورًا كبيرًا. بجمع معلومات من عدة مصادر - مثل بيانات موقع الجهاز العالمي (GPS)، وجهاز استشعار المسافة الراداري، وأجهزة تحديد المواقع بالأقمار الصناعية (GNSS)- يمكن للنظام تطوير توقعات دقيقة حول كيفية تصرف قائدي السيارات وكيف سيستجيبون للأحداث المختلفة المحتملة.
التحديات
رغم الفوائد الواضحة، هناك عدد من العقبات أمام تطبيق واسع النطاق لهذه التقنيات. أحد أكبر المخاوف هو الأمن السيبراني؛ فإذا لم يتم تصميم النظام بشكل آمن فقد يتعرض للتلاعب مما يؤثر بشدة على سلامته وأدائه. بالإضافة لذلك، فإن تكلفة نشر وتحديث تكنولوجيا ذكية كهذه كبيرة جدًا وقد تكون عائقًا أمام البلدان ذات الموارد المالية المحدودة. أخيرا وليس آخراً، ينبغي النظر بعناية فيما إذا كان الجمهور سيكون راضيًا ومقبولا لهكذا تدخلات للحكومة عبر شبكات التواصل الاجتماعي والثقة العامة يجب مراعاتها أيضا أثناء تنفيذ تلك السياسات الجديدة.
إن تحقيق مجتمع أكثر أمناً يسير جنبا إلى جنب مع مواجهة تحديات كل دفعة جديدة من الابتكار، وفي حالة الذكاء الاصطناعي والسلامة المرورية، الأمر يستحق الاستثمار لتحقيق غاية سامية وهي إنقاذ حياة الناس والحفاظ عليها.