- صاحب المنشور: بلقاسم المهيري
ملخص النقاش:تنتشر بين الشباب العربي ظاهرة استخدام الوسائط الاجتماعية بكثافة، مما يثير تساؤلات حول التأثيرات المحتملة لهذه الأدوات الرقمية الجديدة على صحتهم النفسية. تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف العلاقة بين الاعتماد المكثف على مواقع التواصل الاجتماعي وبين مختلف جوانب الصحة الذهنية لدى فئة عمرية حاسمة هي الشريحة العمرية التي تتراوح بين 18 إلى 24 سنة.
من خلال مراجعة الدراسات القائمة والبحث النوعي، تم تحديد عدد من الآثار المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية لهذا الجيل الجديد. يمكن تقسيم هذه المؤثرات إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
التأثير السلبي
- القلق والإحباط: يعاني العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من شعور بالقلق بسبب الضغوط المتعلقة بتقديم صورة مثالية لأنفسهم عبر الإنترنت، بالإضافة إلى المقارنة المستمرة مع الآخرين الذين قد يبدو حياتهم أكثر نجاحًا أو سعادة.
- الاكتئاب: تشير بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين الاستخدام المنتظم لمواقع التواصل الاجتماعي وأعراض الاكتئاب، خاصة عندما يتم التركيز بشكل كبير على الأنشطة السلبيّة مثل تصفح الصفحات المحزنة أو مشاهدة محتوى سلبي باستمرار.
التأثير الإيجابي
- الدعم الاجتماعي: توفر مواقع التواصل فرصة للتواصل والدعم النفسي للمستخدمين الذين ربما كانوا يشعرون بالعزلة سابقًا.
- البحث عن المعلومات الصحية: يستطيع المستخدمون البحث عن معلومات متعلقة بصحتِهم الذهنية والعاطفية باستخدام الكلمات الرئيسية ذات الصلة وتلقي المشورة والنصائح المفيدة.
تأثيرات محايدة/غير واضحة
- التشتيت عن الواقع: رغم أنها ليست ضرورية ضرر مباشر إلا أنه يمكن أن تؤدي إلى تجاهل مشكلات الحياة الحقيقية واستبدالها بمهام افتراضية غير واقعية.
في نهاية المطاف، فإن مدى التأثر الإيجابي والسلبى يعتمد بشدة على كيفية التعامل الفردي مع هذه المنصات وكيفية ضبط توقعات المرء منها. لذلك، ينصح بأن يتم تحقيق توازن مناسب فيما يتعلق باستخدام تلك الوسائط وأن يعمل الأفراد أيضاً على تطوير مهارات إدارة الوقت المناسبة للحفاظ على سلامتهم النفسية بعيداً عمّا قد تضعه أمام عيونهم وهم خلف شاشة الهاتف المحمول.