• صاحب المنشور: نصر الله التونسي
  
  ملخص النقاش:
  

  يشكل التغير المناخي تحدياً عالمياً كبيراً يهدد النظم الإيكولوجية والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. رغم الدور الواضح الذي يلعبه الاحتباس الحراري في زيادة حدة الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف، فإن التأثيرات الاقتصادية غالباً ما يتم تجاهلها أو تُنظر إليها بازدراء. هذه الدراسة تهدف إلى تسليط الضوء على الكلفة الاقتصادية المخفية للظاهرة المناخية وتحليلها.

تشير العديد من التقارير الدولية، بما في ذلك those of the Intergovernmental Panel on Climate Change (IPCC)، إلى وجود ارتباط مباشر بين تغير المناخ والكوارث الطبيعية التي تكبد الاقتصاد العالمي مليارات الدولارات سنويا. هذه الخسائر تشمل الأضرار المادية للممتلكات والبنية الأساسية، بالإضافة إلى فقدان المنتج الزراعي وصعوبات في الوصول إلى الخدمات الأساسية بعد حدوث كارثة طبيعية. كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة أيضا إلى زيادة الطلب على الكهرباء وتكييف الهواء، مما يعزز الاستهلاك الطاقوي وبالتالي المزيد من الانبعاثات الغازية.

التكاليف الصحية

بالإضافة إلى التكاليف المالية المباشرة، هناك أيضًا تأثير صحي كبير يتعلق بالتغير المناخي. الأمراض المنقولة عبر البعوض والملاريا والأمراض التنفسية المرتبطة بتلوث الهواء هي أمثلة على المشاكل الصحية الناجمة جزئياً عن ظاهرة الاحتباس الحراري. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنفاق الصحي الحكومي وقد يخلق عبءاً اقتصادياً أكبر من خسائر الكوارث نفسها.

البُعد المستقبلي

إذا لم تتم معالجة القضايا المناخية حاليًا بشكل فعال، فمن المحتمل أن تصبح التكاليف مستقبلًا أكثر شمولاً وتعقيدًا بكثير. قد يشمل ذلك تداعيات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق نتيجة لعدم الاستقرار الغذائي العالمي، نزاعات المياه، ولجوء السكان وغيرها من العواقب الاجتماعية المعترف بها جيدًا.

وفي الختام، بينما تستمر الأمة العالمية في البحث عن حلول لكوكبنا المتغير، من المهم الاعتراف بأن ثمن القيام بذلك - سواء كان ذلك عبر خفض انبعاثات الكربون، تحسين الزراعة، تطوير الطاقة البديلة أو أي إجراء آخر - أقل تكلفة مقارنة بالرسوم المعوقة للتغييرات المناخية والتي ستقع علينا جميعا إذا تركنا الأمر يستفحل بدون رادع.