- صاحب المنشور: منتصر المقراني
ملخص النقاش:
التكنولوجيا كانت ولا تزال ثورة مستمرة تساهم في تغيير حياة البشر حول العالم. هذا التحول الواسع يشمل ليس فقط الجوانب العملية والحياة اليومية، بل يتعمق أيضا إلى بنية وأساس الثقافة والقيم المجتمعية. عندما ننظر إلى تأثير التكنولوجيا على القيم الاجتماعية، يظهر اختلاف واضح بين الشرق والغرب. فيما يأتي نحاول استعراض هذه الاختلافات وتأثيراتها العميقة.
في المنطقة العربية والإسلامية، حيث التعاليم الدينية تلعب دوراً مركزياً في تشكيل القيم الاجتماعية، فإن استخدام الإنترنت والتكنولوجيا قد طرح تحديات جديدة أمام الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الاعتماد الزائد على التواصل الرقمي إلى تقليل فرص اللقاء الشخصي والمناقشات وجهًا لوجه، وهي أمور ذات قيمة كبيرة في الثقافات الإسلامية التي تركز على العلاقات الإنسانية الشخصية والعلاقات الأسرية الوثيقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن محتوى بعض المواقع الإلكترونية الذي قد يتعارض مع الشريعة الإسلامية أو الأخلاق المحلية.
وفي المقابل، في الغرب حيث يتم تقدير الفردية والاستقلال الذاتي بشدة، أدت التكنولوجيا إلى تعزيز الاتصالات العالمية وقدمت العديد من الفرص للتواصل عبر الحدود الوطنية والثقافية. ولكن، مقابل ذلك جاءت مشاكل مثل زيادة العزلة الاجتماعية بسبب الانغماس الكبير في الوسائط الرقمية، مما قد يؤثر سلباً على الصحة النفسية والأخلاق الشخصية. كما سلط الضوء أيضًا على القضايا المتعلقة بالخصوصية والاستخدام غير الآمن للبيانات الشخصية.
ومن الناحية الاقتصادية، شكلت الثورة الصناعية الرابعة نقلة نوعية في كلا الجانبين من خلال خلق وظائف جديدة تعتمد بدرجة أكبر على المعرفة التقنية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي. لكن هذا الانتقال غالبًا ما يأتي بتكاليف اجتماعية تتمثل في البطالة المرتبطة بالتكنولوجيا وخسارة الأعمال التقليدية.
وعلى الرغم من هذه الاختلافات الواضحة، إلا أنه يوجد نقاط مشتركة أيضاً بين الطرفين. فالاهتمام المشترك بحماية البيئة والحفاظ عليها أصبح قضية عالمية مدفوعة جزئيا باستخدام تكنولوجيات أكثر صداقة للبيئة كوسيلة لمواجهة التغيرات المناخية.
وبصفة عامة، تستمر رحلة التأثير المتبادل بين التكنولوجيا والقيم الاجتماعية، وهو موضوع يستحق المزيد من البحث والدراسة لفهم أفضل لكيفية مواجهته وتحقيق توازن متوازن يحترم الكلايك الفريد لكل ثقافة ويستغل فوائد عصر المعلومات بطريقة مسؤولة وآمنة.