- صاحب المنشور: عزة الحنفي
ملخص النقاش:
تُحدث الثورة الرقمية تغيرات عميقة في كيفية إنشاء الفن والتفاعل معه. تُمكّن تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، الواقع الافتراضي، وإنترنت الأشياء الفنانين من تجاوز الحدود التقليدية وخلق أعمال فريدة ومتعددة الأبعاد تعكس العصر الحديث. بينما تفتح هذه الأدوات أبواباً للإبداع غير المسبوق، فإنها تطرح أيضًا تساؤلات حول الأصالة والممارسات الأخلاقية للفن. يناقش هذا المقال كيف شكلت التكنولوجيا معايير العمل الفني وكيف قد تشكل مستقبله.
تأثير تقنيات المعلومات على الأعمال الفنية
لقد أثرت تكنولوجيا المعلومات بشكل كبير على عالم الفن منذ ظهور الصور الأولية عبر الكاميرات إلى الرسومات الحاسوبية ثلاثية الأبعاد اليوم. كان لكل مرحلة تحديات ومزايا خاصة بها بالنسبة للفنانين. بدأ عصر التصوير الفوتوغرافي بإثارة الجدل بشأن مكانة الصورة كوسيلة فنية، حيث كانت قادرة على نقل واقع واقعي أكثر دقة مقارنة بالرسم التقليدي الذي يعتمد غالباً على الوصف الشخصي للمشاهد. إلا أنه سرعان ما استوعب المجتمع الفني قيمة التصوير كأداة للتعبير وأصبح جزءاً أساسياً من تاريخ الفن المعاصر.
الانتقال نحو الوسائط الرقمية
مع انتشار الإنترنت واتصالات الشبكة العنكبوتية الواسعة المدى خلال التسعينيات، انتقل العديد من الفنانين لاستخدام البرامج والحواسيب لإنشاء أعمالهم. سمحت محاكاة الكمبيوتر بتجربة أشكال وأنماط جمالية لم يكن الوصول إليها ممكنا قبل ذلك. يمكن الآن رسم صور متحركة أو تصميم رسومات ثلاثية الأبعاد بأسلوب رقمي تمامًا، وهو ما فتح آفاق جديدة للأفكار الإبداعية والفروض النظرية حول طبيعة بناء العالم المرئي وعملية التدخل البشرية فيه. ولكن جاءت تلك التحولات مصاحبة بانقسام عام داخل قطاع الفن؛ فالبعض رأى أنها مجرد أدوات ثورية تفوق القدرات الإنسانية الطبيعية فيما ينظر آخرون لها كمخاطر تهدد أصالة الأعمال اليدوية الأصلية وإنسانيتهم الخاصة كفنانين قادرين على خلق شيء جديد يدوياً بدون مساعدة الآلات والمعادلات الرياضية والأكواد البرمجيه.
دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الفن
يشهد المجال حاليًا عودة حيوية لدور الذكاء الاصطناعي في مجال الرسم التشكيلي تحديداً وذلك بعد سنوات طويلة من التجريب العلمي له ضمن مشاريع مختلفة خارج دائرة اهتمام العامة ولا سيما جمهور هواة الجمع وجامعي القطع التاريخية ذات الطابع اليدوي المحض والتي تخلو من أي تدخل خارجي. أصبح بالإمكان استخدام خوارزميات التعلم العميق لإنشاء لوحات وشخصيات كاريكاتورية جذابة بصرياً وبسرعات مذهلة جعلت الكثير يتساءلون هل تستطيع الروبوتات توليد فن مثالي يفوق مهارات أفضل مخترعي الاسلوب؟ وماذا يعني ذلك لسوق الفن العالمي المستقبلي؟ وهل ستكون هناك حاجه لفنان بشري اصلاً إذا أصبحت الانظمة الذاتيه قادره علي إنتاج عمل اكثر جمالآ وقيمه نقديه مما يستطيع بشرٌ صنعه حتى ولو أمضى العمر كاملا يحاول اجادة الصياغه؟ لكن رغم الغموض الكبير المنتشر حول نتائج ذالك النوع الجديد من المنظومات المتعلقه بعمل الإنسان فهي بلا شك تضيف زاوية نظر مختلفه للغرض الجمالي للابداع وفكرة ان تكون "اليد" هي اساس المقارنة اولا وآخراً لنستشعر وجود المبدع فيما نراه أمام اعيننا سواء كان معرض طباعي او افتراضي وكان جدارياً ام رقمياً! لذلك فقد بات مطلوباً إعادة تعريف مفاهيم متعارف عليها سابقاً للعلاقة بين الأن