- صاحب المنشور: فلة بن عروس
ملخص النقاش:
مع تزايد التحديات التي يواجهها النظام التعليمي في العالم العربي، من البطء في عملية التعلم إلى قلة الاستثمار الحكومي والتقنيات المتخلفة، أصبح من الواضح أننا بحاجة ماسة لإعادة النظر في نهجنا تجاه التعليم. هذا القطاع الحيوي ليس مجرد مصدر للتعليم الأساسي؛ بل هو الركيزة الأساسية لتطوير المجتمعات وتنميتها اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا.
التحديات المعاصرة
- التعليم التقليدي مقابل التعلم الحديث: رغم أهمية السيطرة على المعلومات الأساسية، فإن التعليم التقليدي غالبًا ما يفتقر إلى النهج الفريد الذي يستطيع تقديمه التعلم الحديث القائم على التجارب العملية والمشاركة الفعالة. هذه الطريقة الجديدة تتطلب تحولاً جذريًا في طريقة تفكيرنا حول التدريس والتعلّم.
- الاستثمار والحكومات: بينما بعض الدول العربية تستثمر بكثافة في مشاريع بنى تحتية أو عسكرية، هناك نقص واضح في الاستثمارات الكافية في قطاع التعليم. وهذا يؤثر بشكل مباشر على جودة المدارس والمعلمين والبنية التحتية اللازمة لبيئة تعليمية مناسبة.
- **تكنولوجيا المعلومات والتواصل*: تعتبر الأدوات الرقمية شريكًا أساسياً اليوم لكل مجال عمل تقريبًا، بما في ذلك المجالات الأكاديمية. ومع ذلك، فالكثير من مدارس العالم العربي ما زالت متخلفة تكنولوجيًا، مما يعيق قدرتها على تقديم تجربة تعلم ذات قيمة عالية ومتوافقة مع الواقع الحالي.
- **توظيف المعلمين وإعدادهم*: تعد مهنة التعليم واحدة من أصعب المهن ولكنها أقل الأجر بين كافة المهنيين الآخرين. ولذلك، فإن الكثير من الخريجين الجدد يفكرون مرّتين قبل اختيار تخصص التربية كمسار وظيفي مستقبلهم بسبب ظروف العمل غير المشجعة والأجور المنخفضة نسبيًا مقارنة بمجالات أخرى مثل الطب الهندسة وغيرها. وبالتالي، يتسبب هذا الوضع في عدم وجود عدد كافٍ من المعلمين المؤهلين تأهيلاً عالياً.
رؤية لمستقبل أكثر ازدهاراُ
للتغلب على هذه العقبات، يمكن اتباع الخطوط التالية:
* تحسين تطوير المناهج الدراسية: يجب دمج منهج دراسي جديد يسمح بتطبيق الأفكار الإبداعية ويحفز العقول الشابة نحو البحث والاستقصاء العلمي المستقل.
* زيادة الاستثمارات الحكومية: إن زيادة نسبة الإنفاق المالي للحكومة على البرامج التعليمية ومراكز البحوث ستكون خطوة مهمة نحو تقدم حقيقي وجذري داخل نظام التعليم العام والعالي أيضًا.
* تمكين استخدام التكنولوجيا: يشمل ذلك تجهيز المؤسسات التعليمية بأحدث الوسائل الذكية وإنشاء بوابة موحدة رقمية توفر الوصول مجانًا عبر الإنترنت لمنصاتها المختلفة کـ "محاضرات صوت وفیدیو"، ورسوم بيانية، وأدوات مساعدة للتقييم الذاتى للأطفال والشباب أثناء رحلات تعليمهم الشخصیّة الخاصة بهم.
هذه ليست إلا بداية الطريق لتحقيق طموحاتنا بشأن إصلاحات كبيرة لنظام التعليم لدينا والتي تؤكد أنها مفتاح حل العديد من التحديات الأخرى المرتبطة بالتنمية البشرية الشاملة التي تواجه منطقتنا الغالية العزيزة منذ عقود طويلة!