التوبة من الشرك: تفاصيل مهمة يجب معرفتها

التوبة هي باب مفتوح أمام كل مسلم، حتى لو ارتكب أكبر المعاصي مثل الشرك. عندما يتوب المسلم ويعلن توبته بإخلاص، فإن جميع خطاياه سيتم غفرانها، بما فيها تل

التوبة هي باب مفتوح أمام كل مسلم، حتى لو ارتكب أكبر المعاصي مثل الشرك. عندما يتوب المسلم ويعلن توبته بإخلاص، فإن جميع خطاياه سيتم غفرانها، بما فيها تلك التي قد لا يستطيع ذكرها بالتفصيل بسبب كثرتها أو نسيتها. يقول الشيخ ابن تيمية: "إن التائب الذي يقصد الله حقاً بتوبته العامة الجامعة للشروط الكاملة للتوبة, يكون بذلك قد طلب الغفران عن كامل ذنوبه بغض النظر عن عددها". أي أنه ليس مطلوباً من المتائب استحضار وتعداد كل مخالفاته بشكل فردي؛ فتوبة واحدة صادقة شاملة تغطي كافة الخطايا مهما كانت عدداً وكيفية ترتيبها.

ومن خلال الحديث النبوي، نجد دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأبي بكر حيث يقول: "(الشِّرْكُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ)، فقال أبو بكر: فكيف الخلاص منه يا رسول الله؟"، فأجاب الرسول الكريم موضحاً الطريق للحماية من الشرك عبر قول: "(أن تقول: اللهم إنى أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)" [رواه أحمد]. وهذه الدعوة تشمل الاستغفار عمّا يعرف المرء منها حالياً وعما تجهله أيضاً، وهو أمر منطقي لأن ما تخفى على الإنسان هو الأكثر احتمالاً. كما ورد في حديث آخر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو قائلاً: "اللهم اغفر لي خطيئتي وجحداني وجهلي..."، مشتملاً دعاؤه على الرحمة بكل الأعمال سواء عرفها القلب ام لم يعرف."[رواه الترمذي]

بالإضافة لذلك، فقد提到了 السنة المطهرة أيضًا أهمية التوبة العملية والتعميم عند طلب المغفرة، حيث يشجع القرآن الكريم المسلمين على توسيع نطاق استغفارهم ودعائهم بما يفوق حدود إدراكهم الخاص للأفعال المخالفة للسنة. وبالتالي يمكن تلخيص الأمر بأنه بينما تكون هناك ضرورة لفردية بعض العقوبات بناء علي طبيعتها الخاصة واحساس الشخص تجاههن عند وقوعهن، الا انه بالإجمال فان مجرد اداء امر عام واسلام صادق له القدرة علي تحقيق الانعتاق النهائي لكل انواع الذنوب والمعاصي بلا استثناء.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات