في سياق الحديث عن اليوم الآخر والعقائد الإسلامية، يستوقفنا تساؤل حول طبيعة الميزان الذي ستتم به عملية التوازن بين الأعمال الحسنة والسيئة يوم القيامة. وفق التعاليم الدينية الثابتة، فإن وجود الميزان أمر مؤكد ومحدد بحكم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بصفات الميزان مثل امتلاكه لساناً، تتباين آراء العلماء المسلمين.
على الرغم من عدم ورود ذكر لذلك بشكل محدد في الأحاديث المصرح بها، إلا أن بعض المفسرين والمحدثين تناولوا هذه المسألة مستندين إلى الاستنتاج المنطقي المرتبط بعملية الموازنة نفسها. يقول الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله-: "قد يكون للاعتقاد بأن الميزان لديه لسان أساسه فهم ظاهرة الوزن الطبيعية، حيث يمكن رؤية الفرق وتوضيحه عبر اللغة". وبالمثل، يشير الدكتور عبدالرزاق العباد إلى حديث روي عن ابن عباس والحسن البصري يدعم الفكرة ذاتها.
وفي حين أنه ليس هناك أدلة قطعية تؤكد أن للميزان لساناً، فقد اعتبرته مجموعة من علماء الإسلام ضمن صفاته بناءً على استنتاجات منطقية مرتبطة بعملية الموازنة. لكن يجب التأكيد على أهمية التفريق بين ما هو ثابت بالتأكيد وما هو قابل للتفسير والتأويل داخل نطاق التراث الإسلامي الغني والمعقد. وفي نهاية المطاف، يبقى إيمان المؤمن بوعد الله ونظام العدالة في الحياة الآخرة هو المبدأ الأساسي الذي يعلو فوق كل تفاصيل خاصة كهذه.