• صاحب المنشور: عتبة العياشي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة الشباب حول العالم. ولكن هل هذه الوسائل تعزز من صحتهم النفسية أم أنها تشكل تحديات جديدة؟ هذا المقال يستكشف التأثير المحتمل لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب، ويحلل الدراسات والأبحاث الأخيرة لهذا الموضوع.

من ناحية، يوفر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الشعور بالانتماء والارتباط الاجتماعي الذي يمكن أن يحسن من الحالة النفسية للبعض. تتيح المنصات مثل Facebook وInstagram للتواصل مع الأصدقاء والعائلة بغض النظر عن المسافات الجغرافية، مما يمكن أن يعطي شعوراً بالأمان والثبات النفسي. بالإضافة إلى ذلك، تتيح هذه الوسائل الفرصة للمشاركة في المناقشات وتبادل الأفكار التي قد تساهم في تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس.

ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية تظهر أيضاً آثار سلبية محتملة على الصحة النفسية. أشارت العديد من الدراسات إلى علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإصابة بالقلق والاكتئاب لدى الشباب. أحد الأسباب الرئيسية هو "مقارنة الحياة"، حيث يقوم المستخدمون بمراقبة ومقارنة حياتهم بأولئك الذين يعتبرونهم ناجحين أو سعداء عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى نقص الرضا الذاتي والشعور بالإحباط.

كما أن هناك قضية أخرى وهي التعرض المستمر للإساءة الإلكترونية والتنمر، والتي يمكن أن تضر بصحة نفسية الفرد. وفقاً لتقرير صدر عام 2020 من منظمة الصحّة العالميّة, أكثر من ثلث الشباب في البلدان المتطورة اعترفوا بأنّ تعرضهم لمضايقاتٍ رقمية كان له تأثير سلبي كبير على حالتهم النفسيَّة.

بالإضافة لذلك، فقد وجدت بعض الأبحاث أنّ الاستخدام الزائد لهذه التطبيقات قد يتسبب في مشاكل نوم بسبب الضوء الأزرق المنبعث منها والذي يوقظ الدماغ بقوة عند وقت النوم مما يؤثر بالسلب على جودة النوم وبالتالي يؤذي الصحة العامة والنفسية أيضًا.

في النهاية، يبدو واضحًا أنّ نتائج استخدام شبكات التواصل الاجتماعي غير مؤكدة ولا محددة بالنسبة لكل فرد. بينما قد توفر فوائد اجتماعية وعاطفية للبعض، إلا إنها تحمل مخاطر حقيقية للأمراض النفسية للآخرين. بالتالي, ينبغي التشجيع على استخدام متوازن لهذه الشبكات وضوابط للحفاظ على سلامة واستقرار الصحة النفسية للشباب.