على الرغم من وجود بعض الروايات المتعلقة بصفة "الركبة" لله عز وجل، والتي تُنسَب إلى صحابة وتابعين كريمين، إلا أنه يجب التنبيه إلى نقطة هامة: صفات الله سبحانه وتعالى هي أمور توقيفية؛ أي أنها ثابتة فقط بما ورد فيها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وعلى هذا النهج سار علماء وفقهاء أهل السنة والجماعة عبر التاريخ.
لم تثبت صفة "الركبة" لله تحديدًا ضمن نصوص الوحي المنزلتين، وبالتالي فهي ليست جزءاً من صفاته المشروعة لدى المسلمين وفق مدرسة أهل السنة والجماعة. وفي الواقع، لم يؤكد علماء كبار مثل الشيخين ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- هذه الصفة بشكل واضح في أعمالهم التأصيلية حول أسماء الله وصفاته. وكذلك الأمر بالنسبة لمشايخ عصريين بارزين مثل الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ عبد العزيز بن باز -رحمهم الله-. إنهم اتبعوا نهج توضيح واستدلال معتمد على الكتاب والسنة حصراً.
ومن الجدير ذكره أيضًا موقف عالم معروف وهو الدكتور بكر أبو زيد -رحمه الله- حيث لاحظ اختلاف طريقة التعامل مع المسائل ذات الصلة بالأصول الإسلامية بين مؤلفات تتمثل الغرض منها في تقرير العقيدة مقابل تلك التي تستهدف الرد والنقض ضد فرقاء ومعارضين. ويُشير إلى أن المصنفين الذين يكتبون لإثبات الحقائق بناءً على الأدلة الشرعية لا يسجلون إلا مواطن النصوص والثابت المستند إليه. بينما المؤلفون الغرض منهم رد الشبهات والحجج المنتقدة لهم حرية أكبر في بيان نقاط ضعف خصومهم بحسب السياقات المناسبة لهم.
وفي النهاية، تجدر الإشارة إلى أهمية عدم الاعتماد على آراء الأفراد الفرادى أو آثار مجهولة المصدر كمصدر رئيسي للتأكيد على صفات الرب القدوس. عوضًا عن ذلك، يحتاج المؤمنون المؤمنون فعلاً باتباع منهج السلف الصالح للاعتقاد والاستدلال بناءً على القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة المبينة لدلالة واضحة ودقيقة لصاحبها الرسول الأعظم محمد ﷺ.
