- صاحب المنشور: ياسين الحنفي
ملخص النقاش:
تعتبر التكاليف الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخ قضية حرجة تتطلب اهتمامًا مستمرًا. يمكن لهذه الظاهرة الطبيعية المؤثرة أن تؤدي إلى خسائر هائلة على المستوى العالمي، مما يؤثر بشكل مباشر على النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي والبيئة. سنستعرض هنا التأثيرات المحتملة وتداعياتها الكبيرة التي قد تصاحب تغير المناخ.
**أولاً: الخسائر المباشرة**
- الأضرار الفيزيائية: تغير المناخ يمكن أن يقود إلى أحداث جوية متطرفة مثل الأعاصير الشديدة والأمطار الغزيرة والفيضانات والجفاف. هذه الأحداث غالباً ما تسبب تدمير البنية التحتية والإنتاج الزراعي وغيرها من القطاعات الحيوية، مما يترجم مباشرة إلى انخفاض الإنتاج والتجارة العالمية. وفقا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد، فإن تكلفة العواقب البيئية للتغير المناخي ستصل إلى أكثر من تريليون دولار أمريكي كل عام بحلول عام 2030.
- تأثير الصحة العامة: ارتفاع درجات الحرارة والعواصف المتكررة ترتبط بمجموعة واسعة من الأمراض المنقولة عبر المياه والمسببات الأخرى المرتبطة بالطقس. هذا يعني زيادة الإنفاق الصحي واحتمالية فقدان العمالة القابلة للعمل بسبب المرض. تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن الوفيات السنوية مرتبطة بالتلوث الجوي الذي يتزايد مع ظروف الطقس الأكثر سخونة والملوثة.
**ثانياً: الآثار المالية طويلة المدى**
- تكاليف التعافي: بعد حدوث كارثة طبيعية كبيرة نتيجة لتغير المناخ، هناك حاجة كبيرة لموارد لإعادة بناء المجتمعات المتضررة. بينما يتم حساب العديد من المكاسب قصيرة الأجل من خلال استثمارات البناء وإعادة التشغيل، إلا أنهاغالباً ما تأتي بتكلفة أعلى بكثير مقارنة بالأوقات الاعتيادية بسبب الضغوط الإضافية الناجمة عن حالات الطوارئ.
- خطر الفقر والنزوح السكاني: عندما يصبح مكان معين غير صالح للعيش أو العمل بسبب آثار تغير المناخ - مثل المناطق الساحلية المعرضة للغرق أو الأحياء الداخلية الحضرية المصابة بجفاف شديد - ينتهي الأمر بالسكان المحليين إما باعتماد موارد أقل وأقل موثوقيتها أو الانتقال بحثا عن فرص جديدة. هذا النوع من التحولات الاجتماعية له عواقب اقتصادية عميقة تبدأ بفقدان الاستثمار وثروة رأس المال بشري وتنتشر لتصيب مختلف جوانب النظام الاقتصادي.
- التقليل من القدرة التنافسية التجارية: إذا لم تتمكن الدول والشركات من تحمل تداعيات التغيرات المناخية بشكل فعال وتحويل عملياتها نحو نماذج أعمال أكثر استدامة واستجابة للتغير، فسوف تواجه مشكلتين رئيسيتين هما تقليل قدرتها على التسويق عالمياً وخفض الربحية المحلية أيضاً نظرًا لأن منافسين قادرين سيحلون محل مكانتها السوقية بسرعة أكبر وبأسعار تنافسية أفضل نظراً لخفض نفقاتها ومشقتها أثناء التعامل مع المخاطر البيئية الجديدة والمختلفة تمامًا عنها الآن.