في نقاش حول العقائد بين مختلف الأديان الإبراهيمية، طرح تساؤلات حول توقعات المسلمين فيما يتعلق بمجيء "المسيح"، حيث يتم الحديث عن شخصية واحدة هي عيسى بن مريم بالإضافة إلى ظهور مهدي مستقبلي. وقد يبدو هذا الأمر غير منطقي بالنسبة لأولئك الذين ينتظرون مجيء الشخصية الواحدة حسب معتقداتهم الدينية الأخرى. ولكن دعونا نحلل وجهة النظر الإسلامية لهذه الظاهرة بشكل واضح وبسيط.
الدين الحق عند المسلمين كما ورد في القرآن الكريم، هو الإسلام، وهو دين جميع الأنبياء السابقين مثل إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام. هذا الدين يدعو لعبادة الله عز وجل وحده، والإيمان برسالات كافة الرسل. يؤكد القرآن صراحةً بأن الإسلام هو الدين الوحيد المقبول لدى الله سبحانه وتعالى (الآيات 19 و85 من سورة آل عمران)، وأن جميع الأنبياء كانوا مسلمين أي متبعين لهذا الدين الموحد.
بالانتقال إلى موضوع انتظارات نهاية الزمان، يرى المسلمون أنه سيكون هناك شخصية مؤمنة فاضلة تُدعى بالمهدي، ستقود المجتمع الإسلامي نحو العدالة والإصلاح قبل ظهوره النهائي لعيسى ابن مريم -النبي والرسول-. إن وجود هذه الشخصيات المتزامنة ليس تناقضا بل تكامل؛ فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ذكر أيضا رجوع عيسى ابن مريم لدحر الفساد والاستقرار العالمي وفق تعليماته المقدسة. يفسر العديد من المفسرين قول العالم الإسلامي الكبير ابن القيم بأنه رغم اختلاف طرائق الانتظار للأديان الثلاثة الرئيسية (الإسلامية والمسيحية واليهودية) إلا أنها تشترك جميعها بتوقع ظهور أشخاص بارزين في المستقبل البعيد لتغيير حال الدنيا وتحقيق الاستقامة مرة أخرى. ومن ثم، يعد اعتقاد المسلمون بسلسلة دورٍ مهمّة خلال فترة زمنية معينة أمرٌ طبيعي ضمن نظامه الاعتقادي الخاص بهم.