1-في زمن فيروس( covid 19) والتدابير الوقائية التي اتخذتها الحكومات العاقلة لحماية المواطن والمقيم من شر هذه الجائحة، ثار التساؤل عن صلاة الناس في دور العبادة، فهي من ضمن الأماكن التي قد يتواجد فيها الناس بالمئات والآلاف، مما قد يؤدي لانتشار الفيروس، إن كان في هؤلاء شخص مصاب واحد.
2-كنت قد كتبت كتاباً منذ 20عاماً اسميته"جواز صلاة الرجل في بيته"ألفته لسبب مختلف ذكرته في المقدمة، هو أن الناس في بلدنا، في أيام هيمنة"تيار الصحوة"كانوا يبالغون في هذا الموضوع، وينظرون بعين الاحتقار لمن لا يصلي في المسجد بل قد يكفّره بعضهم بحجة أنه تارك للصلاة أو لم يثبت أنه يصلي
3-وقد يمتنعون من الصلاة عليه إذا مات. وذكرت هناك أن القضية قد اكتنفها كثير من النفاق، فمن يصلّون في المسجد لا يغادرون لبيوتهم بعد انتهائها، بل يقفون أمام المسجد يتحدثون ويمدون أبصارهم إلى بيوت من غابوا في نظرة أقل ما يقال عنها أنها لا تتسم بالمحبة.
4-وكنت إذا دخلت في نقاش مع واحد من هؤلاء قال "كيف نقتنع بكلام أستاذ في آداب اللغة الإنكليزية، ونترك فتاوى الشيخ فلان والشيخ فلان؟ المسألة مسألة جنة ونار وليست بلعب".
هذا كلام لا يخلو من المنطق.
5-لكنني كنت أجيب بهذا السؤال: "قبل الشيخ فلان والشيخ فلان وأشياخهم وأشياخ أشياخهم، من كان يفتي الناس؟" فيقول "أهل السنة يتبعون أبا حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل" فأقول: "فكيف إذا أثبتّ لك أن الأربعة كلهم كانوا لا يرون أن الصلاة في المسجد واجبة؟".