في الإسلام، المسجد ليس مجرد مبنى؛ إنه مركز روحي وموئل للعبادة والأخوة. لتحديد ماهيته وضبط نطاقه بشكل واضح، هناك ثلاثة شروط أساسية ينبغي توافرها كي تصبح حجرة أو بناء مسجداً شرعياً. أولاً، يجب أن يُخصص الموقع رسمياً للصلاة، وهذا يمكن أن يحدث عبر الت dedicatio القاطعة بأن المكان مخصَّص لعبادة الله عز وجل - والذي يعرف أيضاً بـ "الوقف". ثانياً ومرتبطاً بالأول، لا بد وأن يسمح للجميع بإقامتهم الصلوات الخمس هنا بدون قيود أو اعتراضات. أخيراً وليس آخراً، فإن استخدام هذه المنطقة كمقر ثابت لأداء كل نوافل الصلوات اليومية يعد شرطا أساسيا أيضا.
وقد أكدت فتاوى علماء كبار مثل الشيخ ابن باز والإمام الألباني وغيرهما على ضرورة استيفاء هذه المتطلبات الثلاث لتحقيق وصف 'المسجد'. وإذا افتقد المكان الواحد منهم فقد يعد موقع عبادة ولكنه لن يحمل تسمية 'مسجد' وفق التعريف التقليدي للحرم الإسلامي.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى وجود بعض المواقع التي تستخدم بصورة دورية لأغراض دينية رغم عدم تلبيتها لكل تلك المعايير؛ غالبًا ما نشاهد ذلك في المدارس الحكومية حيث تخصص غرف لصلاة الجمعة مثلاً لكنها ليست مستدامة تمامًا كما يجب أن تكون المساجد ذات الطابع الدائم والاستخدام المستمر لعروض العبادات المختلفة. وبالتالي فهي تعتبر أماكن مناسبة ولكنها ليست مساجد بحسب الاتفاقيات الشرعية المعتمدة لدى الفقهاء والقانونيين المسلمين حول العالم.
ومن الجدير ذكره أيضًا أن مداخلات أخرى منها دخول شخص لمسجد غير محدد سابقًا أو تصميم منطقة خاصة لهدف مؤقت كالاحتجاجات العامة - جميعها لاتؤثر في وضعيتها كمسجد أصيل عندما تنطبق التعاريف الرئيسية الثلاثة آنفة الذكر لها فعليا وتطبق بموجب حدود البلد المحلية الخاصة بكل دولة حسب فهم أهل العلم والمعرفة بتلك البلاد وشرائعها الإسلامية المعمول بها حاليًا داخل مجتمعاتها السكانية المتنوعة جغرافيا وثقافيا واقتصاديا وتعليميا واجتماعيا...الخ. وفي النهاية يبقى الأمر العظيم للإمام الأعظم جل وعظمه وهو الذي سيحاسب الجميع يوم القيامة فيما ارتكبوا من أعمال صغيرة وكبيرة نسأل الله لنا ولكم حسن الجزاء والثبات على الدين والعفو والعافية في الدنيا والآخرة والحياة الهانئة السعيدة الروحية والجسدية بالمطلق والسعادة الزوجية للأبد يا رب العالمين آمين وآخر الدعاء الحسن والشكر لله رب العالمين.