?إيران باعت حماس بمبلغ 10 مليار دولار? خبر شاهدته على تيكتوك وقمت كالعادة بالضغط على زر (Not inte

?"إيران باعت حماس بمبلغ 10 مليار دولار"? خبر شاهدته على تيكتوك وقمت كالعادة بالضغط على زر (Not interested) كي أحافظ على حسابي بعيدا عن التفاهات الصبي

?"إيران باعت حماس بمبلغ 10 مليار دولار"?

خبر شاهدته على تيكتوك وقمت كالعادة بالضغط على زر (Not interested) كي أحافظ على حسابي بعيدا عن التفاهات الصبيانية المنتشرة في تلك المنصة فلا يظهر لي مثيلاتها من جديد.

أنهيت جولتي هناك وعدت إلى موطني في تويتر لأتفاجأ بعشرات الحسابات التي تتحدث عن الخبر وبعضها صادر عن "مراكز دراسات" وباحثين فيها! لم يعد يكفي تجاهل هذه السخافة بل وجب الرد على جماعة نظرية المؤامرة وأفكارهم التي يمكن وصفها كالريشة التي تطيرها نسمة:

◾️إيران دولة مفروض عليها عقوبات دولية صارمة جعلت التومان الإيراني يصبح من أسوء العملات في العالم، هذه العقوبات فرضها ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي 2018.

◾️العراق دولة مدمرة بنيتها التحتية وبالرغم من كونها دولة نفطية غنية إلا أنها تستورد ثلث حاجتها من الغاز الطبيعي الذي تستخدمه لتوليد الكهرباء، والعراق يعدّ أكبر مستوردي الغاز الطبيعي من إيران.

◾️مع فرض العقوبات الدولية على صادرات إيران كان لزاما على الولايات المتحدة أن تجد حلا للعراق الذي يعتمد على إيران بشكل لا يمكن الاستغناء عنه في مجال الطاقة الكهربائية ولهذا فقد أعفت الولايات المتحدة الامريكية العراق من العقوبات عام 2018 لمدة 3 أشهر، ثم بعد انتهاء هذه ال90 يوما مددتها من جديد، ثم كررت التمديد وهكذا دواليك، منذ 2018 وحتى يومنا هذا كل 90 يوم أو 120 تمدد وزارة الخارجية الأمريكية إعفاء العراق من الالتزام بالعقوبات المفروضة على إيران، وذلك لتمكينها من دفع مستحقات إيران التي تزيد عن 4 مليار دولار سنويا، وما صدر مؤخرا هو ببساطة الإعفاء رقم 21 الصادر عن الخارجية الامريكية منذ عام 2018 وحتى يومنا هذا، حيث أن الإعفاء السابق انتهى يوم الثلاثاء 14/11/2023 وتم تمديده لمدة 120 يوما أخرى.

◾️تدفع العراق مستحقات إيران بشروط معينة فرضتها الولايات المتحدة الامريكية بحيث لا يمكن لإيران استخدام الأموال المقيدة في البنوك العراقية إلا في المعاملات الإنسانية وغيرها من المعاملات غير الخاضعة للعقوبات، وفي ظل العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، فإن بغداد اعتمدت آلية تسمح لها بدفع ثمن الطاقة الإيرانية المستوردة عن طريق إيداع أموال بالدينار العراقي في حساب مصرفي خاص لدى المصرف العراقي، ويمكن لإيران استخدام الحساب لشراء البضائع الإنسانية حصرا.

◾️هذه ال10 مليار دولار هي أموال إيران، وهو رقم غير ثابت أصلا بل يتغير مع استمرار تدفق الصادرات الإيرانية عموما ومع استمرار السحب الايراني منه، هو ثمن الغاز الايراني، هي مستحقات إيران، وليست هبة أمريكية! لنقول إنها ثمن حماس! وهذا الوضع قائم منذ 2018 حتى اليوم ولا جديد فيه.

◾️وسبق أن أفرج العراق في 10 يونيو الماضي عن مليارين و700 مليون دولار من الأصول الإيرانية المجمدة خلال المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، وفي مارس الماضي أيضا أفرجت الولايات المتحدة عن نصف مليار دولار من مجموع المستحقات الإيرانية لدى العراق، وسبق أن أفرجت الولايات المتحدة عن 6 مليار دولار من أموال إيران المجمدة في كوريا الجنوبية من مستحقات النفط... والقائمة تطول...

◾️ولكن المشكلة عند أتباع نظرية المؤامرة أنهم لا يتابعون الأخبار إلا في حالات خاصة، فمثلا خبر التمديد رقم 20 والذي صدر قبل بدء معركة طوفان الأقصى في يوليو الماضي وما رافقه من افراج عن أموال لماذا لم تخرج حوله نظريات مؤامرة؟ وكذلك ال6 مليار دولار السابقة؟ لأنه ببساطة لم يكن هناك حدثا موازيا ليربطه هؤلاء به، والعراق يستورد الغاز ويدفع لإيران منذ سنوات! ومع ذلك فهؤلاء جيدون بربط الأحداث مع بعضها البعض بحيث تظهرهم بأنهم خبراء ومحللين بارعين قد وصلوا إلى ما خلف الكواليس بعد مشاهدتهم لعنوان خبر بالخط العريض لا يتجاوز السطر الواحد.

◾️عندما يريد أي إنسان سوي أن يحاول فهم السردية التي ينطلق منها هؤلاء في نظرتهم للعداء الأمريكي الإيراني فإنه يجب عليه أن يقتنع بأن جميع العقوبات الأمريكية على إيران هي كذبة ومسرحية، وأن الاقتصاد الإيراني وصل إلى مرحلة الانهيار المهدد بالثورة الشعبية لأن إيران رضيت أن تلعب دور الضحية في تلك المسرحية! وأن الاتفاق النووي 2015 هو كذبة وأن جميع الخلافات التي تنشأ في الكونغريس الأمريكي حول إيران هي مجرد أفلام، وجميع الحوادث العسكرية هي مسرحيات متفق عليها، بل وأزيد من ذلك، تحركات عشرات القطع الحربية مؤخرا باتجاه شرق المتوسط هي إما جاءت خوفا من السيسي وعبد الله! أو مجرد مسرحية لإقناع هذه الفئة المسكينة (الذين يظنون أن العالم كله يتآمر عليهم وهم أصلا لا يملكون أي قوة عسكرية مؤثرة) بأن إيران عدوة أمريكا بينما الحقيقة هما أصدقاء في الخفاء! ثم وبعد كل تلك التكاليف الباهظة في إخراج الفلم وتحريك الجيوش من مختلف دول النيتو لتهديد إيران، نسي المخرج أن يتفق مع إيران على ثمن الدور التمثيلي وسرب الثمن عبر وكالات الإعلام فتلقفته أقلامهم وألسنتهم...

والأسوء ممن يعتقد بهذه السخافات هو من يعتقد أن من يفندها فهو لابد أن يكون (عبد الباري عطواني) موالي ومطبل لحلف المقاومة ومقتنع بأنه حلف إسلامي هدفه تحرير القدس! ومعجب بحرب العواميد جنوب لبنان! وبين هذا وذاك أكتفي ولا أزيد وتصبحون على خير.


Kommentarer