- صاحب المنشور: ولاء المزابي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، أصبح الاعتماد على التكنولوجيا جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. لكن هذا الاعتماد المتزايد يحمل معه تحديات غير متوقعة تتعلق بصحتنا النفسية وعلاقاتنا الاجتماعية. يسلط هذا المقال الضوء على "العزلة الرقمية"، وهو مصطلح يشير إلى الحالة التي قد يتسبب بها الاستخدام المكثف للتكنولوجيا في الشعور بالانعزال الاجتماعي والعزلة العاطفية حتى وإن كان الفرد محاطاً بأشخاص حيين فعلياً.
التأثيرات النفسية للعزلة الرقمية
الأبحاث الحديثة تشير إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والساعات الطويلة أمام الشاشات يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب. دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا عام 2018 وجدت أن الأفراد الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا على الفيسبوك كانوا أكثر عرضة للشعور بالاكتئاب مقارنة بأولئك الذين يستخدمونه أقل أو لا يستخدمونه على الإطلاق. هذا ليس بسبب الفيسبوك نفسه ولكنه نتيجة للوقت الذي يتم استثماره بعيدا عن التجارب الحقيقية والحياة الاجتماعية مباشرة.
بالإضافة لذلك، فإن الدافع المستمر لإظهار الحياة المثالية عبر الإنترنت - مما يعرف بـ"الظاهر الافتراضي"- قد يساهم أيضًا في خلق شعور بالنقص وعدم الكفاية لدى المستخدمين. هذه الظاهرة تُعرف باسم "التنقيط الأخضر" حيث ينظر الناس إلى حياة الآخرين كأفضل من واقعهم الخاص، مما يعزز المشاعر السلبية ويقلل من الثقة بالنفس.
تأثير العزلة الرقمية على العلاقات الاجتماعية
إن قوة التفاعلات الشخصية لا تقدر بثمن. عندما نقضي الكثير من الوقت مع الشاشات بدلاً من الأشخاص الحقيقيين، فقد نفقد المهارات الأساسية مثل الاتصال الوجهي والتواصل الغني بالتعبير الجسدي وغير verbal cues. قد تبدو الرسائل النصية وكأنها طريقة سهلة ومريحة لتبادل المعلومات ولكنها تفتقر غالبًا إلى العمق والدقة التي توفرها المحادثات وجهًا لوجه.
كما تؤدي العزلة الرقمية إلى تغيير طبيعتها وتوزيع وقت الراحة بين أفراد العائلة والأصدقاء. بينما كانت جلسات مشاهدة التلفزيون سابقًا فرصة لمشاركة لحظات خاصة مع أحبائنا، أصبحت الآن منافسا رئيسيا لأوقات التواصل المجتمعي التقليدى. وهذا يمكن أن يؤثر على الروابط طويلة المدى وبناء علاقات صحية وقوية داخل البيئة الاجتماعية المباشرة.
طرق الحدّ من العزلة الرقمية وتحسين الصحة البدنية والنفسية
1 إعادة النظر في جدول الاستخدام: حدد فترات زمنية محدودة لاستخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى خلال النهار وخارج ساعات العمل الرسمية إن أمكن ذلك؛ خصص وقتا أكبر للمشي خارج المنزل أو الانخراط بنشاط رياضي شيق تحت أشعة الشمس الصباحية مثلا.
2 الإبتعاد المؤقت عن الشبكات الاجتماعية: خذ فترة راحة مؤقتة كلما لاحظت انخفاض مستوى التركيز والإنتاجية لديك بسبب هوس فتح صفحات مواقع التواصل الاجتماعى عدة مرات بالساعة الواحدة. بعض الأدوات تساعد هنا كتطبيقات إدارة الوقت والتي تعمل بإيقاف تشغيل خدمات الشبكة أثناء الفترة