حكم إجهاض الجنين في الأسابيع الأولى: التوازن بين المصلحة والضرورة

في الإسلام، يعتبر إجهاض الجنين مسألة حساسة تتطلب دراسة متأنية. وفقًا للفتاوى الشرعية، هناك اختلاف بين الفقهاء حول حكم إجهاض الجنين في الأسابيع الأولى

في الإسلام، يعتبر إجهاض الجنين مسألة حساسة تتطلب دراسة متأنية. وفقًا للفتاوى الشرعية، هناك اختلاف بين الفقهاء حول حكم إجهاض الجنين في الأسابيع الأولى من الحمل.

ذهب بعض الفقهاء إلى جواز إجهاض الجنين قبل الأربعين يومًا، خاصة إذا كان هناك مصلحة شرعية أو ضرر متوقع على الأم. على سبيل المثال، قال ابن عقيل في "الفنون": "يجوز إسقاطه قبل أن ينفخ فيه الروح". كما ذهب المالكية إلى عدم الجواز مطلقًا، بينما قيد بعض الحنفية والشافعية والحنابلة الجواز بالعذر.

ومع ذلك، فإن قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية يشدد على أن إسقاط الحمل في مختلف مراحله لا يجوز إلا لمبرر شرعي وفي حدود ضيقة جدًا. إذا كان الحمل في الطور الأول (أربعين يومًا) وكان في إسقاطه مصلحة شرعية أو دفع ضرر متوقع، جاز إسقاطه. أما إذا كان السبب هو المشقة في تربية الأولاد أو اكتفاء بما لدى الزوجين من الأولاد، فغير جائز.

في حالة زوجتك الحامل في الأسابيع الأولى ولديكما طفلين صغيرين، يجب مراعاة أن إسقاط الجنين بسبب المشقة في تربية الأولاد أو اكتفاء بما لدى الزوجين من الأولاد ليس مبررًا شرعيًا. ومع ذلك، إذا كانت هناك مصلحة شرعية أو ضرر متوقع على الأم، يمكن النظر في إجهاض الجنين قبل الأربعين يومًا.

في النهاية، يجب على الزوجين استشارة علماء دين موثوق بهم واتخاذ القرار بناءً على نصائحهم الشرعية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات