صنوف اللذة من كتاب البصائر والذخائر للتوحيدي
قيل لأعرابي:ما اللّذّة؟ قال:قُبلةٌ على غفلة
وقيل لطُفَيلي:فيم لذّتُك؟ قال:في مائدة منصوبة،ونفقة غير محسوبة،عند رجل لا يضيق صدرُه مِن البَلْع،ولا تجيش نفسه من الجرع
وقيل لعالم:فيم لذتك؟ قال:في حجة تتبختر اتضاحا،وشبهة تتضاءل افتضاحا
وقيل لراعٍ:فيم لذّتُك؟ قال:في واد عَشيبٍ، ولبن حليب.
وقيل لأبي مزاحم الصوفي:فيم لذّتك؟ قال:في سياحة البلاد، وطَيّ البَوادي وحضور النوادي، ومُفاكَهَة الأنداد، ومنافرة الأضداد.
وقيل لعابد:فيم لذّتك؟ قال:في عملٍ يَخلُص، ورياءٍ ينقص، وقلبٍ عن الدنيا يسلو،وهِمّة إلى الله عز وجل تعلو
وقيل لكاتب: فيمَ لذّتُك؟ قال: في معنًى أُنهِيه، وكلامٍ أُنشِيه.
وقيل لغازٍ: فيم سرورُك؟ قال: في سَرِيّةٍ مُقبِلة، وغنيمةٍ مستقبلة.
وقيل لفقير: فيم لذّتُك؟ قال: في إزاحة العِلَل، وقضاء الوَطَر عَلَلاً بعد نَهَلٍ.
عَلَلا بعد نهل:أي متتابع
البصائر والذخائر للتوحيدي ج٢ ص٩٦-٩٧
قيل لشجاع:ما السرور؟قال:ضرب سريع،وقِرْنٌ صريع.
قيل لملك:ما السرور؟قال:إكرامُ وَدود،وإرغامُ حَسود
قيل لعاقل:ما السرور؟قال:عدوٌّ تُداجِيه،وصديقٌ تُناجيه
قيل لمغنّ:ما السرور؟قال:مجلسٌ يقِلُّ هَذَرُه،وعُودٌ ينطق وتَرُه
قيل لناسك:ما السرور؟قال:عبادةٌ خالصة من الرياء ورضى النفس بالقضاء
وقال كُشاجم:
ما لذّةٌ أكمَلُ فى طِيبِها
مِن قبلةٍ فى إثرِها عَضَّهْ