- صاحب المنشور: لبيد بوزرارة
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار التعلم الرقمي والتطبيقات التكنولوجية التعليمية، أصبح البحث عن التوازن الأمثل بين هذه الأدوات الحديثة وأساليب التدريس التقليدية أكثر أهمية. هذا الجدل ليس جديدا ولكنه يكتسب طابعا ملحوظًا مع تسارع وتيرة التحول الرقمي عالميًا وأثره المتوقع على النظام التعليمي.
التحديات الحالية
- اعتماد الطلاب على التكنولوجيا: هناك خطر متزايد بأن تصبح الأجيال الناشئة تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا في عملية تعلمها. بينما يمكن للموارد الرقمية تقديم تعليم شخصي ومستهدف، فإن الاعتماد الزائد قد يؤدي إلى نقص المهارات الأساسية مثل القراءة الفعالة والاستقلالية الذهنية.
- القضايا الاجتماعية والنفسية: قضاء فترات طويلة أمام الشاشات يمكن أن يساهم في مشكلات صحية نفسية واجتماعية لدى الشباب. فقدان التواصل الاجتماعي وجهًا لوجه وعلاقات شخصية حميمة يمكن أن يكون له تداعيات طويلة المدى على الصحة العاطفية والفكرية للطالب.
- مخاطر الاختبارات الصورية: العديد من اختبارات الإنترنت سهلة الكشف والتهرب مما يعني أنها ليست مؤشر فعال على فهم حقيقي للمعلومات أو القدرة على حل المشاكل المعقدة. وهذا يشكل تهديدا جديّا لمصداقية نظام الامتحانات التقليدي الذي اعتاد عليه المجتمع الأكاديمي لعصور عديدة.
- تأثير الاقتصاد العالمي: يتم دفع بعض المدارس نحو اعتماد تقنيات جديدة بسبب الضغوط المالية وضمان بقائهم قادرين على المنافسة في السوق العالمية. ولكن هذا قد يأتي بتكلفة تتعلق بفقدان الجوانب الإنسانية للتدريس والتي هي أساس العملية التعليمية الفعالة.
توجهات المستقبل المحتملة لتحقيق توازن أفضل
- دمج الخبرة البشرية بالتقنية: يجب استخدام أدوات تكنولوجية لتسهيل العمليات داخل الفصل الدراسي وليس لاستبدال معلمي البشر تماماً. فالتعلم الشخصي والدعم النفسي أمر حيوي للأطفال والشباب وهو شيء لن تستطيع الروبوتات تقديمه كما تفعل العلاقات الشخصية بين الإنسان والإنسان.
- وضع سياسات واضحة واستراتيجيات شاملة: الحكومات والمؤسسات التعليمية بحاجة لإصدار قوانين وقواعد تنظيمية تضمن عدم تجاوز الوقت الذي يقضيه الطلاب أمام الشاشات يوميا مع تشجيع الاستخدام المسؤول لهذه التقنية. وكذلك وضع خططه مستقبليه للاستعداد لأي تغييرات قادمة في سوق العمل بناء على مهارات القرن الـ21 الجديدة التي تتطلبها مجالات عمل مختلفة كالعمل عن بعد مثلا وغيرها الكثير.
- التوعية والتثقيف حول مخاطر الانغماس في العالم الرقمي: يجب تثقيف الآباء والمعلمين والأطفال بشأن المخاطر الصحية والعقلية المرتبطة بالإفراط باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الترفيه عبر الأنترنت وذلك عبر برمجة دروس خاصة بهذا الجانب ضمن المنظومة التعليمية المعتمدة حالياً .
وفي النهاية ، يتضح أنه رغم كل مزايا ثورة المعلومات والثورة التقنية ، إلا انه ينبغي لنا ان نبحث دائمآعن طرق تمكننا من تحقيق التوازن الصححي فيما بينهما كي نحقق هدفنا الاسمى وهو تطوير مجتمعات معرفيه وصحيه ومتوازنة اجتماعياً وانسانياً أيضًا !