قد تسأل عن حكم صيام النوافل وقبول الدعوات خلالها. بحسب الفقه الإسلامي، يمكنك شرعًا البدء بصيام النوافل ثم تغيير رأيك وإفطارك لاحقًا؛ لأن صيام هذه الأنواع غير ملزم ولا يجب إكماله إلّا عند وجود سبب وجيه.
في حالة قيام أحد بدعوتك لتناول طعام، فقد تختار قبول الدعوة وإنهاء صيامك المبكر. وفي هذه الحالة، سيُثاب المرء جزاءَين بإذن الله تعالى: مكافأةٍ مقابل أدائه فريضة الإجابة لدعوات الآخرين ومكافأة أخرى بسبب نيّتك الأصلية لصيام النوافل سابقاً. وهذا يُعَدُّ مناسبا وبشكل خاص عندما تتضمن الزيارة هدف نبيل كالبركة والمحبة بين الأفراد وتعزيز الروابط الاجتماعية. ومع ذلك، ينبغي الحرص على تجنب الاستهانة بفرصة تقرب المؤمن لنوال رضوان الرب سبحانه عبر العبادة والصوم الطوعي إلا فيما اقتضى ضرورة شرعية راجعة لك أو لصالح العام عموما.
أما بالنسبة لسؤالك الثاني حول المواظبة الدائمة على أصوام محددة كتخصيص أيام معينة فقط للصيام مثلا "الأحد والثلاثاء"، فتكون الأمور هكذا: بما أن هذه ليست ذات طبيعة فرض عين، يمكن تعديل ترتيباتك وفق الظروف الجديدة التي قد تطرأ والتي تستحق انتباهك مثل حضور الوليمة وغيرها مما ذكرت سابقا بشرط وجود مسوغ معتبر لدى المستضيف أيضا. لذلك، بناءا علي الرأي أعلاه، ترجيح كون استقبال المدعوين مقدما أفضل والخيار الأكثر رواجا ضمن المجتمع المسلم حالياً نظرا للأثر الاجتماعي المحمود لهذه الخطوة المقترحة بشرائطه العملية الواقعية المعاصرة. ولكن تبقى رغبتهم الشخصية بالحفاظ علي فعالية الشهر الكريم هي المعيار الأخير لاتخاذ قرار نهائي بشأن التصرف المناسب تحت ضوء تعاليم الدين الإسلامي الأصيلة والمعترف بها رسميا عالميا منذ زمن بعيد.