- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولا كبيرا بسبب الثورة الرقمية. أدى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة إلى تغيير جذري في طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع بعضنا البعض. هذا التحول لم يقتصر على جوانب حياتنا اليومية فقط، بل امتد أيضا إلى علاقاتنا الاجتماعية وبناء المجتمعات المحلية والعالمية. يركز هذا المقال على مناقشة تأثير هذه التقنيات الجديدة على جودة العلاقات البشرية. هل هي عامل لتقويض الروابط الشخصية والاجتماعية كما يشعر الكثيرون، أم أنها توفر فرصاً جديدة وتعزز قدرة الناس على التواصل رغم المسافات الطويلة؟
القلق بشأن فقدان الاتصال الشخصي
من أكثر المخاوف شيوعا التي ترتبط باستخدام الإنترنت هو الانعزال عن الواقع الفعلي وفقدان القدرة على التواصل البشري المباشر. يشهد الكثير من الآباء والأمهات ازديادا ملحوظا في الوقت الذي يقضيه أبنائهم أمام الشاشات الإلكترونية، مما يؤدي غالبا إلى تقليل وقت الجلوس العائلي وممارسة الأنشطة المشتركة مثل تناول الطعام سويا أو لعب الألعاب مجتمعين. كذلك، قد يتسبب الاعتماد الزائد على الرسائل النصية والبريد الإلكتروني في عدم فهم دقيق للغة غير اللفظية والعاطفة الحقيقة للشخص الآخر.
على سبيل المثال، الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية تشير إلى زيادة واضحة في حالات الاكتئاب والمخاوف الاجتماعية بين الشباب الذين يقضون ساعات طويلة يومياً أمام الشاشة بدون أي نوع من التوازن مع الحياة العملية والسلوكية الأخرى خارج المنزل. بالإضافة لذلك، يمكن النظر إلى الظاهرة المعروفة باسم "فوبيا الخروج" - وهي حالة نفسية تصيب بعض الأفراد ويصبح لديهم رهاب قوي تجاه مغادرة المنازل والخروج للعيش بطريقة طبيعية مع محيطهم الطبيعي والإنساني -. كل تلك المؤشرات تدعم فكرة وجود علاقة سببية مباشرة بين الاستخدام المكثف للتكنولوجيا والآثار الضارة المحتملة على الصحة النفسية للأفراد والجماعات.
تجديد التفاعلات عبر الحدود
مع ذلك، فإن هناك وجه آخر لهذه الصورة المتعددة الطبقات؛ حيث تساهم تقنيات التواصل الجديدة أيضاً بتوسيع نطاق اتصالاتنا وإعادة تعريف مفهوم الشبكات الاجتماعية والقرب المكاني منها. بات بوسع الأشخاص الآن مشاركة وجهات نظرهم وآرائهم حول مواضيع متنوعة بمجرد نقرات بسيطة عبر صفحات وسائل الإعلام الاجتماعية المختلفة، مما خلق مجتمع معلومات عالمي حقق مستوى unprecedented من الوصول للمعلومات والمعارف والثقافات المختلفة . إن تواجد مجموعات ضخمة متماسكة ذات مصالح مشتركة تربط الأعضاء بعلاقات عميقة وهو ما كان مستحيلا قبل عصر الأنترنت ، وهذا يعكس مدى مرونة النظام الكوكب الحالي وقدرته اللحاق بأزماته وأحداثه الهائلة بلا تأخير كبير أو نقص المعلومات.[1](https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/mental-health#:~:text=Mental%20illness%20is%20a%20leading,disorders%2C%20autism%20spectrum%20disorder). [2](https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3347786/)