فيما يتعلق بسورة التوبة، فإن قاعدة القراءة العامة تشير إلى ضرورة تلفظ المسلم بالبسملة قبل بدء أي سورة قرآنية، إلا إن كانت تبدأ بها بالفعل كما هو حال معظم سور القرآن الكريم. بالنسبة لسورة التوبة تحديداً، فهي لا تحتوي على "بسم الله الرحمن الرحيم" في مطلعها بناءً على تعليمات النبي محمد ﷺ وأصحابه رضوان الله عليهم.
يعود هذا الأمر إلى طريقة جمع وتدوين النصوص القرانية خلال حياة الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه. وفق رواية ابن عباس (رضي الله عنه)، عندما اقترحت الجمع بين سورتي "الأنفال" و"التوبة"، اعتبر البعض أنها جزء من الأولى نظرًا لتشابهاهما في الموضوع والمضمون. لذلك، اختار عثمان رفض وضع الفاصلة التقليدية ("بسم الله الرحمن الرحيم") بينهما، مكتفيًا بإدراج السورتين ضمن مجموعة السبع طوال فقط.
للشيخ محمد بن صالح العثيمين وجهة نظره أيضًا حول هذا الموضوع، حيث أكد أن عدم وجود البسملة بين هاتين السورتين يرجع إلى أمر أعلى من البشر: توجيه الوحي نفسه والذي لم يشمل طلب إدراج البسملة بشكل خاص هنا. وفي حين قد تساءل بعض المعاصرين عن عدم دمج السورتين ضمن سورة واحدة تمامًا، ردّ الشيخ بأن تركها منفصلتين جاء نتيجة حالة الشك بشأن ارتباطها العميق بسورة "الأنفال".
وفي الختام، رغم الاختلاف الظاهر بسبب عدم تضمين البسملة داخل سورة التوبة، يبقى الحفاظ عليها كمقدمة لكل سورة أخرى مهمة ودليل على احترام كلام رب العالمين واحترازه.