- صاحب المنشور: عزيز الدين الرفاعي
ملخص النقاش:تُعدّ الطاقة المتجدّدة أحد أكثر الموضوعات حيوية في القرن الحادي والعشرين؛ حيث تواجه العالم تحديات بيئية غير مسبوقة تتعلق بتغير المناخ وانبعاث الغازات الدفيئة. مع ذلك، فإن انتقالنا نحو اقتصاد خالٍ من الكربون يواجه العديد من العقبات الفنية والمالية والقانونية. سنستعرض هنا بعض الأسباب الرئيسية التي قد تعيق انتشار هذه التقنيات وكذلك الفرص الواعدة والتطورات الجديدة التي تجعل المستقبل مشرقًا للطاقة الخضراء.
التحديات الأساسية
**1. تكلفة البنية التحتية**: إن إنشاء شبكات كهرباء جديدة وقدرات تخزين واسعة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة مكلف للغاية. وتكمن المشكلة الأخرى في عدم القدرة على الاستثمار بكفاءة بسبب تقلب أسعار المواد الأولية مثل البلاديوم المستخدم في خلايا الوقود الهيدروجيني.
**2. الاعتماد الموسمي**: تعتمد طاقة الرياح والطاقة الشمسية بشدة على الظروف الجوية، مما يعني وجود فائض كبير خلال فترات الإنتاج العالي ونقص خلال الفترات الهادئة. يتطلب حل هذه المعضلة تطوير تقنيات فعالة لمعالجة وفائض الكهرباء وضمان استقرار النظام الكهربي العام.
**3. القبول المجتمعي**: رغم الشعبية المتنامية للطاقة النظيفة بين المواطنين، إلا أنها واجهت مقاومة شديدة من قبل السكان المحليين فيما يتعلق بمواقع محطات توليد الطاقة الضوئية وطواحين الرياح. ويجب العمل على تحسين التواصل وبناء الثقة لإزالة المخاوف البيئية الاجتماعية المرتبطة بهذه المشاريع.
الفرص والاستراتيجيات الناشئة
**4. التحول الرقمي والصغيرة الذكية**: يساهم الإنترنت الصناعي والأتمتة في زيادة كفاءة الشبكة وإدارة تدفق الطاقة بطريقة دقيقة ومراقبة مستمرة لمحطات إنتاج متفرقة باستخدام الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار الحديثة. وهذا يسمح بإعادة توجيه موارد الطاقة حسب الاحتياج الفعلي، خاصة أثناء ساعات الذروة أو نقصها المفاجئ.
**5. انكماش تكاليف التكنولوجيا**: شهدت السنوات الأخيرة هبوطاً ملحوظاً في سعر الألواح الشمسية ومولدات توربينات الرياح مما جعل هاتان العمليتان قادرتان تنافسياً على مستوى عالمي مقارنة بنظام الطاقة التقليدية المعتمدة بالكامل على الوقود الأحفوري. وهناك توقعات باستمرار هذا الاتجاه الذي سيضع المزيد من المسؤوليات المالية أمام الشركات النفطية العملاقة.
**6. البحث العلمي والابتكار**: أدى الزخم الأكاديمي والبحثي إلى ظهور طاقات نظيفة مبتكرة تشمل الوقود الحيوي وإنزيمات التنوي المتجدد وعناصر أخرى تحمل وعدًا عظيمًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجالات النائية وقضاء حاجات مجتمع صغيرة بعيدا نسبيا عن المركز الرئيسي للإنتاج الوحدوي الكبير للتوزيع المركزي للموارد المنتجة للجهد الكهربائي.
وفي الختام، ينبغي لنا مواجهة واقع واقعيتنا اليوم واتخاذ خطوات جريئة نحو تحقيق هدف صفر الانبعاثات بحلول عام ٢٠٥٠ عبر توسيع نطاقاستخدام الحلول المستدامة واستثمارات ذكية تسعى لبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة والحفاظ علي سلامتهم وعلى رفاهتهم وصحة عملهم ضمن بيئات عمل صحية وآمنة وخالية من اثار المؤثرات المضرة لهم ولبيئتنا .