في أعماق الفضاء الغامضة، يقف المجرة الحلزونية المعروفة باسم "درب التبانة"، وهي موطننا البشري ضمن سلسلة هائلة من النجوم. هذه الرحلة الاستكشافية تتطلب الزمن والمجهود الكبيرين، لكن العلماء لم يفقدوا الأمل لأكثر من قرن وأربع عقود حتى تمكنوا من تحديد موقع وتكوين نظامنا الشمسي الخاص بداخل تلك الضخامة.
تبدأ قصة الاكتشاف بعمل العالم الإنجليزي ويليام هرشل عام 1785 عندما بدأ في جمع بيانات عن مواقع نحو 2,500 نجم محيط بنا. لاحظ هيرويل أن بعض النجوم كانت تتحرك بشكل غير متوقع بالنسبة لبقية السماء. اعتبر ذلك دليلاً قويًا على أنها ليست فقط ظاهرة خلفية ثابتة ولكن جزءاً من بنية أكبر بكثير مما كان يُفترض سابقاً.
استمر البحث مع تقدّم تقنيات الرصد. طور عالم الفلك الأمريكي برنارد ليستر (Bernhard Schmidt) عدسة بصرية خاصة تسمح لرؤوسات التصوير بالتقاط صور واسعة ودقيقة للمجرات. استخدم ستيفان سوميرڤالد (Stephan Sommerveld) إحدى هذين النوع الجديد من العدسات لتحديد شكل وتركيبة مجرتنا بدقة عالية لأول مرة. وقد أكد عمله وجود حزام سماوي مكون من نجوم يشكل الدوران الرئيسي لدرب التبانة.
أحد أبرز اللحظات جاءت عبر عمل فريدريك ويل ونورمان بوثنجتون الذين يستحقان الثناء على تطوير طريقة جديدة تماما لقراءة حركة النجوم - وهو ما يعرف الآن بالتلسكوبات الراديوية. باستخدام تكنولوجيا رادارية، وجدوا مجموعة كبيرة ومتنوعة من النجوم تدور حول مركز واحد مشترك لناحية الحركة المدارية واتجاه دورانها حول المركز نفسه الذي يعتمده كل شيء آخر داخل النظام الشمسي بما فيه الأرض والشمس نفسها!
وقد مثل هذا الاكتشاف نقطة تحول رئيسية فيما يتعلق بفهمنا لكيفية بناء وإدارة مجموعتنا الشمسية الصغيرة نسبيا داخل منظومة كونية شاسعة ومفعمة بالحياة والحراك الداخلي المستدام والديناميكي للغاية والذي لا زالت الدراسات والتوقعات العلمية مستمرة لاستكشاف المزيد منه وما تخفيه تحدياته القادمة التي قد تقدم رؤى أكثر شمولا ومعرفة عميقة بالإنسان والحياة والفكر الإنساني ذاته داخل وعصور التاريخ الأكبر للإنسانية والعالم الطبيعي والجوانب الأخرى للوجود البشري وطبيعتها المتنوعة والأبعاد المختلفة للحياة والسلوك المعرفي لهذا الوجود تماما كما نعرفه اليوم وفي أي وقت مضى طوال تاريخ البشر والإنسانية منذ بداية الخلق وخلق الحياة وكل الأشياء الموجودة فوق سطح الكوكب المنتصب بشموخٍ فوق البحر الهائج للأرض وسطح البحار والمد والجزر البحري والتيارات البحرية الغائرة تحت مياه المحيطات الواسعة الشاسعة المخفية عن الأعين بشرية وغير بشرية معا...