- صاحب المنشور: سعاد بن زيدان
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتطور بسرعة، أصبح دور التكنولوجيا محورياً في جميع القطاعات الحيوية، ومن أكثرها حساسية رعاية الصحة. يعدّ استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) واحدًا من أهم التقنيات التي قد تغير وجه الصناعة الطبية إن تم استخدامه بطريقة فعالة ومستدامة. هذا المقال يستعرض الفرص الكبيرة والتهديدات المحتملة لاستخدام AI في مجال الرعاية الصحية.
أولاً، يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً ضخمة لتحسين جودة الخدمة وزيادة كفاءتها. يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي القراءة والاستدلال على كميات هائلة من البيانات الصحية بشكل أسرع وأكثر دقة مما يمكّن الأطباء والممارسين الصحيين الآخرين لاتخاذ قرارات علاج أفضل. كما يساعد في تحديد الأمراض في مراحل مبكرة حيث تركز معظم هذه التقنيات على التعلم الآلي الذي يتعلم من بيانات المرضى السابقين للتنبؤ بالأمراض المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، يسهم الذكاء الاصطناعي في تقليل الأخطاء البشرية الشائعة أثناء تشخيص المرض أو وصف الدواء المناسب للمريض.
ثانياً، تقدم تكنولوجيا الروبوتات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي حلولا مبتكرة لمعالجة بعض المشاكل الرئيسية مثل نقص العمالة المؤهلة في مجالات معينة. روبوتات الجراحة المدعومة بتقنية الواقع الافتراضي مثلاً توفر مستوى عالٍ من الدقة والجودة بينما تحتاج لممارسة أقل بكثير مقارنة بممارسات الجراحين البشريين المعتادين. وبالتالي، فإن الاستثمار في البحث والتطوير لروبوتات الرعاية الصحية له القدرة على تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية عالية النوعية خاصة بالنسبة للأماكن النائية أو الفقيرة الموارد.
ومع ذلك، هناك العديد من المخاوف المرتبطة باستعمال الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي. أحد القضايا الأساسية هو خصوصية المعلومات الصحية الشخصية والتي غالبًا ما تُستخدم للتدريب وتقييم أداء خوارزميات الذكاء الاصطناعي. بدون تدابير حماية قوية، قد يتم تسريب تلك المعلومات الحساسة مما يشكل خطرًا كبيرًا على حقوق الأفراد. علاوة على ذلك، حتى لو كانت الخوارزميات موثوق بها تمام الثقة، تبقى المسائل الأخلاقية قائمة حول المسؤولية القانونية عند وقوع خطأ طبي ناجم عن نظام ذكي مؤتمت. هل سيكون الطبيب أم الشركة المصنعة للنظام؟ وهل يمكن تحميل النظام نفسه أي نوع من العقاب؟ كل هذه اعتبارات قانونية وأخلاقية مهمة يجب تناولها قبل اعتماد واسع النطاق لأنظمة الذكاء الاصطناعي في مراكز العلاج المختلفة.
ختامًا، بينما يفتح الذكاء الاصطناعي أبواب جديدة أمام تطورات غير مسبوقة في طب المستقبل، فإنه أيضًا يدفع المجتمع الدولي نحو نقاش مستمر ومتجدد بشأن حدود واستخداماته المقيدة وفق منظار أخلاقي وسلمي تجاه الجميع. إن مواجهة تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي بعناية وفهم عميق ستكون ضرورية لبناء بيئة صحية عادلة وآمنة تستغل ثورة التكنولوجيا الحديثة لصالح مجتمعاتنا بأمان واحترام لكرامتهم الإنسانية الفريدة.