ذات يوم التقيت بإحدى الأخوات
-بمن أكرمهن الله بتعليم القرآن- تكلمتُ معها لدقائق شدّني روتينها كونها تسمّع للطالبة الواحدة كل يوم خمسة أجزاء !
تقول ؛ مستحيل أردّ أي طالبة أرادت التسميع ولو كانت أكثر من خمسة أجزاء ، عدد الطالبات كثيـر وقد ختمن القرآن عندها وبعضهن من خارج المملكة
أعرفها جيدًا وأعرف أنها رغم كثرة الطالبات، تضيق نفسها إن اهملت إحداهن التسميع ،تقول ؛ كل ما زدتِ في وردك كل ما فرحت أنا بك ، لا يمكن أنها تجبر الطالبة على وقت محدد للتسميع ، أي وقت تتصل الطالبة هي تسمع لها ، أحيانًا كثيرة تتأخر في النوم وتواصل للصباح لأجل أن الطالبة أرادت التسميع
أحيانًا تغفو قليلاً من الليل حتى تستيقظ قبل الفجر بساعة تسمّع للطالبات إلى منتصف الصباح ، كل يوم على هذا الروتين ..!
حتى أنها قالت لي أنني لا استخدم وسائل التواصل خشية أن تشغلني عن القرآن?
يومها يمضي ما بين القرآن والتسميع والتحفيظ ، ونحن ربما قد نستثقل ساعةً نقضيها مع القرآن!
جاءني فضول أني أسألها: كيف توفّق بين شغل البيت كونها أُم وزوجة وبين الحرص على نفع الناس و الاهتمام بالقرآن بهذا الشكل ؟ هنا كان الرد الصادم ! قالت ؛ القرآن أصبح روتين وجزء من يومي ، ولا أشعر معه بأي ثقل أو مسؤولية ! منذ سنوات وأنا في خدمة القرآن ، تعوّدت ووجدت الخير و البركة
رغم حرصها على القرآن والاهتمام به إلا أنها حريصة جـدًا على خدمة زوجها والالتفات له والاهتمام به ... ذات مرّة سمّعت لي
و أوقفتني لبضع دقائق : قالت ؛ “ زوجي عاد من الدوام انتظريني لدقائق حتى استقبله و أحضّر له طعام الغداء “