تغير المناخ يمثل تحديًا عالميًا متزايد التعقيد يؤثر بشكل كبير على أنظمة الأرض الحيوية والنظام البيئي. إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وتغيير أنماط هطول الأمطار، وارتفاع مستويات البحر كلها نتائج واضحة لتغيرات الغلاف الجوي الناجمة عن النشاط البشري. هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى تأثيرات بعيدة المدى على الحياة البرية والموائل الطبيعية، مما قد يقوض الاستقرار العام للأرض ويتهدد السكان البشر أيضًا.
أولاً وقبل كل شيء، أدى الاحترار العالمي إلى ذوبان القمم الثلجية والجليد البحري، مما أسفر عن زيادة مستوى سطح البحر بنسبة تصل إلى 20 سم منذ عام 1900 وفقا لمجموعة العمل الحكومية المعنية بتغير المناخ (IPCC). هذا الارتفاع المستمر تهدد بفيضانات ساحلية واسعة النطاق وموجات بحار عاتية يمكن أن تدمر المدن الساحلية والبنى التحتية والثروة الحيوانية النباتية المحلية. بالإضافة لذلك، تتسبب الظروف الدافئة المتزايدة في تسريع عملية ذوبان التربة الصقيعية في المناطق القطبية الشمالية، الأمر الذي يكشف المزيد من انبعاثات غاز الميثان - وهو أحد أقوى مسببات ظاهرة الاحتباس الحراري-.
ثانياً، أثرت تقلبات الطقس وانحداراته الشديدة نتيجة للتغيرات المناخية بشكل واضح جداً على الزراعة والصيد. فعلى سبيل المثال، شهدت مناطق كثيرة موجات حارة طويلة ومتكررة وجفاف شديد خلال السنوات الأخيرة، ما أدى بدوره لنكسات كبيرة لقطاعات الفلاحة وصناعة الثروة الحيوانية بسبب الضغط الكبير الذي مورس عليها وعلى مخزوناتها الغذائية اللازمة للنمو والتكاثر.
كما أصبح عرضة للإضعاف كذلك النظام الإيكولوجي للمحيطات والمياه العذبة حيث قام الباحثون بالتوثيق الواسع لهذا الموضوع مؤكدين بأن عدد الأنواع المهددة بخطر الانقراض زاد بمعدلات غير مسبوقة ليصل إلى حوالي %٣٣من إجمالي الكائنات الحية التي تستوطن تلك المسطحات. ويعود السبب الرئيسي لهذه المخاطر الجديدة المرتبطة بانحباس حراري شامل والذي يقوم بالتلاعب ليس فقط بدرجات حرارتها وإنما أيضاً بكيمياء مياههما فمثلاً حمضية المياه تصبح أكثر فأكثر وذلك بسبب امتصاص الخواص الحمضية لإضافات كربونات الكربون والتي يتم إطلاقها عبر دخان المصانع وغيرها من عمليات الاحتراق الأخرى .هذه العملية ترتبط ارتباط مباشر بقدرتهمعلى بناء هياكل اساسية خاصة بهم مثل الصدفات والأصداف إذ أنها سوف تواجه شظايا لها تأثير سلبي عليهم وبالتالي التأثير السلبي أيضا علي سلسلة غذائية كاملة تعتمدعليهم.
وفي النهاية يجب التنبيه أنه حتى مع وجود الكثير من الحلول المقترحه والمعروضات العلميه والتكنولوجيا الحديثة إلا انه لا يوجد حل وحيد واحد يستطيع مواجهة حجم المشكلة الحالي وقد كان بعض الخبراء يشجعون دائماً نحو اتباع نهج شامل ومتكامل يعالج جذور المشكلة ويتضمن تحسين سياسيات الطاقة, تشديد الرقاب حول الانبعاثات ،زيادة الاعتماد علي موارد طاقة جديدة كالطاقه الشمسيه وطاقة الرياح وإعادة النظر بإستراتيجيات الغابات العالميه ونذكر هنا أن الحد من فقدانه سيؤدي إلي تخزين اكبر لكم هائله من الكربون داخل الأشجار والحياة النباتيه عموما ولعلنا نلمس مدى خطورة الوضع تجاه خطر تغيرات المناخ إذ أنها مهدده بكافة جوانب حياتنا المادية منها والعقلانيه بما فيها استدامتنا الاقتصاديه والاجتماعيه والدينية أيضا!