- صاحب المنشور: أمل المهيري
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولاً جذرياً في الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد مع السياسة. مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لم تعد القنوات التقليدية مثل التلفزيون والإذاعة هي المصدر الوحيد للمعلومات والأخبار؛ بل أصبح الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي مصدرًا رئيسيًا للمعلومات والآراء حول الأحداث الجارية والقضايا السياسية. هذا التحول فتح باب جديد أمام تأثير الجمهور على توجهات السياسيين والدوائر الحاكمة.
إن قدرة هذه المنصات على نشر الأخبار بسرعة كبيرة وتوفير منصة مباشرة للتعبير عن الرأي جعلت منها أدوات قوية يمكن استخدامها لجمع الأصوات والضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف محددة. أحد الأمثلة البارزة هو حركة "Occupy Wall Street" والتي بدأت كمجموعة صغيرة ناشطة على تويتر ثم تطور الأمر إلى احتجاجات شعبية واسعة النطاق ضد عدم المساواة الاقتصادية في الولايات المتحدة.
بالإضافة لذلك، أثبتت الحملات الانتخابية الحديثة أهمية مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة أساسية للوصول إلى الناخبين. ففي انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020، لعب وسائل التواصل دورًا حيويًا في حملتي جو بايدن ودونالد ترامب حيث استخدم كل منهما تلك الوسائل للإعلان عن سياساته ومشاركة رؤاه مع المواطنين مباشرة وبشكل غير مسبوق.
وعلى الجانب الآخر، ليس بوسائل التواصل الاجتماعي تأثير إيجابي دائمًا. فقد أدى ظهور الأخبار الزائفة والمضللة عبر الإنترنت إلى خلق حالة من الارتباك وعدم اليقين بين الناس بشأن الحقائق الأساسية المتعلقة بالشؤون العامة. وفي بعض الحالات، تم استخدام منصات التواصل لإثارة الفتنة والعداء بين مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية مما قد يؤدي إلى انقسام مجتمعي خطير.
بالنظر إلى المستقبل، يبدو واضحًا أنه ستستمر دور وسائل الإعلام الجديدة في التشكل والتأثير على المشهد السياسي العالمي. بالتالي، هناك حاجة ماسّة لبناء نظام تنظيمي فعال يحافظ على نزاهة المعلومات المنتشرة ويمنع سوء الاستخدام لهذه الأدوات الضخمة التأثير. كما يشمل ذلك تعزيز التعليم الرقمي والمهارات النقدية اللازمة لتقييم دقة المحتوى الذي يتم تناوله عبر الإنترنت.
بشكل عام، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي قوة جبارة تستطيع إعادة تعريف كيفية فهمنا ودورنا في العملية السياسية. وعلى الرغم من تحدياتها الكبيرة، فإن التعامل الذكي واستغلال الإمكانات الموجودة لديها سيجعل منها خادم قادر على تحقيق نتائج ايجابيه عديدة لوطنيينا وأجتماعيتنا المحلية والعالمية.