الحكمة من هرولة الرجال في السعي بين الصفا والمروة: تذكر حال أم إسماعيل وتقليد سنة النبي صلى الله عليه وسلم

يسن للرجال الهرولة بين الصفا والمروة أثناء السعي، وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه من بعده. وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتخذ من منا

يسن للرجال الهرولة بين الصفا والمروة أثناء السعي، وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه من بعده. وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتخذ من مناسكنا ما كان عليه، كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه.

الحكمة من هرولة الرجال في السعي بين الصفا والمروة تكمن في عدة جوانب. أولاً، يعود السبب إلى طبيعة المكان نفسه. كان هذا المكان وادياً، أي مسيلاً للمطر، والوادي في الغالب يكون منخفضاً ورملياً، مما يجعل المشي العادي فيه صعباً. لذلك، كان السعي في هذا المكان يتطلب ركضاً سريعاً.

ثانياً، السعي بين الصفا والمروة هو تقليد لحال أم إسماعيل رضي الله عنها. عندما تركها إبراهيم عليه السلام في مكة مع ابنها، وترك معهما جراباً من التمر وسقاءً من الماء، نفد الطعام والماء، فجاعت وعطشت أم إسماعيل، ويبس ثديها، جاع الصبي. في محاولة لإنقاذ ابنها، ركضت أم إسماعيل سعياً شديداً بين الصفا والمروة سبع مرات، تطلب المساعدة وتبحث عن أي صوت أو علامة على وجود شخص ما.

عندما نركض نحن أيضاً بين الصفا والمروة، فإننا نتذكر هذه القصة العظيمة ونستشعر الشدة التي مرت بها أم إسماعيل. هذا التذكر يساعدنا على فهم أهمية السعي ومدى ارتباطه بتقوى الله وطلب المغفرة.

في الختام، فإن هرولة الرجال في السعي بين الصفا والمروة هي سنة نبوية مستحبة، وهي تذكرنا بحال أم إسماعيل وتقربنا من فهم أهمية هذا الشعائر الإسلامية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات