وحينها ستلتفت لجانب مهم في حياتك، أنت قد غفلت عنه طوال السنوات الماضية، ولقد جاءك ذلك الظرف ليصفعك كي تفيق من غفلتك، فتنتبه لأمر أنت جاهل به، وبعدها ستستوعب وتتغير وتجدد حياتك، وكأنك ولدت من جديد، لترى دنيا جميلة مختلفة عن دنياك السابقة، فتتساءل أين كنت عنها؟
وحينها يأتيك شعور جديد لا تستطيع وصفه من جماله، ولا تملك فعله إلا أن تبتسم وتتأمل فيه، لا تريد الكلام، ولا مقابلة أحد، لأنك مستمتع فيه، ومتلذذ به ،ولا تريده أن يغادرك، فتقول في نفسك، أفي الدنيا هذا الشعور؟ عجيب ذلك الإنسان الذي يساق لخير عظيم بظرف كاره له!
وتقول في نفسك: لقد ظننت أن دنياي بذلك الحدث المؤلم قد انتهت! بعقلي البشري المحدود، وأنت لا تدري أنك ستنتقل من حياة الى حياة بلون جديد، وطعم مختلف، ورائحة تنسيك كل ألم، فتتعجب من قدرة الخالق كيف أن هذه الظروف هي خير لك، رغم أنك كنت متشائم، إنه كرم الجواد وكفى!
وأخيرا تشعر فعلا أن حياتك كالكتاب المكون من فصول، أنت تنتقل من فصل بذكرياته إلى فصل جديد بتحدياته، وعندما تعتاد فصلا وتملّ منه يحدث شيء كبير فتنقل لفصل مختلف، هكذا هي الدنيا، تفرحك وتحزنك، وتقلقك وتطمئنك، فتمضي بك السنين ،فلا تشعر بها، كم هي قصيرة الحياة!