- صاحب المنشور: فتحي بن شعبان
ملخص النقاش:
لقد أدت الثورة التقنية إلى تغييرات جذرية في حياتنا اليومية، مما أثر بشكل ملحوظ على ديناميكيات العائلات. من جهة، توفر التكنولوجيا العديد من الفرص لتحسين التواصل والتعاون داخل الأسرة؛ حيث يمكن للأفراد البقاء على اتصال مع بعضهم البعض بغض النظر عن المسافات الجغرافية، كما أنها تفتح أبوابًا جديدة للترفيه والتثقيف المشترك. لكن بالمقابل، قد تؤدي هذه الأدوات الرقمية أيضًا إلى تفاقم مشاكل مثل الانعزال الاجتماعي والإدمان وتأثيرها السلبي المحتمل على الصحة النفسية والعقلية لعضوَي الأسرة الصغيرين والكبار alike.
التفاعل الافتراضي مقابل الواقعي
في حين يوفر الإنترنت وسائل متعددة للتواصل الشخصي عبر الفيديو والمراسلة الفورية وغيرها من الوسائط، إلا أنه ليس خاليًا من المخاطر. إن الاعتماد الكبير على المحادثات المرئية قد يحول دون تنمية المهارات الاجتماعية الحقيقية لدى الأطفال والشباب الذين يتعلمون كيفية التعامل مع المواقف غير المتوقعة أو المناقشات وجهًا لوجه. بالإضافة لذلك، فإن الكثيروستخدام المتكرر لأجهزة الشاشات يؤدي غالبًا لمشاكل صحية عضوية كالصداع وآلام العنق ومتلازمة الإجهاد البصري. وفي الوقت ذاته، فقد يشعر الوالدان بالانزعاج بسبب قضاء أبنائهما وقتا طويلا أمام الشاشة مقارنة بالتواجد الفعلي بين يديهما. ولذلك أصبح هناك حاجة ماسة لتوازن أفضل فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا وبناء علاقات أقوى قائمة على الاحتكاك البدني المباشر.
القلق حول الآثار التربوية
إن مساهمة التكنولوجيا في العملية التعليمية أمرٌ رائع بلا شكّ. فعلى سبيل المثال، تقدم المنصات التعليمية اونلاين دورات تعليمية مجانية تغطي مجموعة واسعة من المجالات الأكاديمية والمهارية. ولكن، يجب التنبيه بأن سهولة الوصول لهذه المعرفة الرقمية قد تتسبب أيضاً بتشتيت انتباه الطلاب بعيداً عن دراستهم الرسمية الرسمية الخاصة بهم. ومن ثم يعزز هذا الوضع الشعور بانعدام المسؤولية تجاه المدارس التقليدية ويتفاقم بذلك الخوف من عدم القدرة لاحقا للحصول على شهادات رسميا معتمدة . علاوة على ذلك ، فقد أثبتت الدراسات الحديثة وجود رابط مباشر بين مدة الاستخدام الزائد للهواتف الذكية وانخفاض درجات التحصيل الدراسي للمراهقين خصوصا خلال فترة الامتحانات سواء كانت امتحانات نهائية أم اختبارات دورية .
المقاربات العملية للتغلب على التحديات
لحماية الأفراد من الآثار الجانبية السلبية للمعلوماتيات الحديثة, ينبغي وضع سياسات منزلية واضحة بشأن استخدام اجهزه الاتصال ذات الصدى الواسع وعلى رأس قائمتها الهواتف المتحركة واجهزة الكمبيوتر الشخصية. تشجع أغلبية الاساليب المعتمدة دولياً عملية رقابة ابوية مؤقتة تمكن الاولياء من التحكم بمحتويات ومواعيد استعمال الاجهزه المختلفه خاصة عندما تكون بحوزة اطفال صغير السن حتى يتم بلوغ مرحلة سن الرشد التي تسمح لهم باتخاذ القرارات بنفسهم بشكل مستقل تماماً بدون تدخل خارجي مباشرة . كذلك توصى اراء خبراء نفسيون بانه فرصة مناسبة ايضا لإعادة تعريف "العائلة" بطريقة أكثر اخضوعا للقيم الروحية والنفسيه وذلك بإقامة فعاليات مشتركة تجمع أفراد العائلة سويا تشمل نشاط رياضي او رحلات ميدانيه مثلاً واخرى فكريه تعتمد علي جلسات نقاش تساهم بصنع جو اكبر قدر ممكنمن التواصل والبناء للع