على الرغم من انتشار ادعاء أن الحسن بن علي رضي الله عنه تزوج أكثر من تسعين امرأة، إلا أن هذا الرقم ليس مؤكدًا وفقًا للمصادر التاريخية المعتبرة. يُشير العديد من العلماء إلى أن المعلومات الدقيقة حول حياته الشخصية ليست واضحة تمامًا.
وفقًا لتجاربنا البحثية في مجال علوم الحديث والتاريخ الإسلامي، يبدو أن هناك اختلاف كبير في الآراء بشأن عدد زيجاته. بينما يشير البعض إلى أنه ربما وصلت أعداد زوجاته إلى عدة عشرات بناءً على روايات متفرقة ومختلفة الدرجة، إلا أن هؤلاء نفس العلماء يؤكدون أيضًا على ضرورة التحقق من صحة تلك الروايات نظرًا لدقة وتنوع الزمن الذي تعود إليه هذه الروايات.
كما أكد الدكتور علي محمد الصلابي في بحثه الخاص بالحسن بن علي رضي الله عنه، أنه رغم وجود قائمة طويلة نسبياً من الزوجات المحتملات للحسن بن علي والتي تضم شخصيات معروفة مثل خولة الفزازية وغيرهن، فإن هذه القائمة لا تقارب الأرقام الفلكية التي تم التداول بها. بالإضافة إلى ذلك، فقد حرص الصلابي على تحليل وتحقيق العديد من الروايات التاريخية المتعلقة بهذا الموضوع، مما أدى إلى الاستنتاج بأن معظم هذه الروايات محاطة بالشبه وعدم القدرة على التأكد بشكل كامل من صدقيتها.
وفي حين يمكن النظر إلى بعض التصريح التاريخي باعتباره أقواساً، خاصة عند حديث ابن كثير عن "إنه أحصن سبعين امرأة"، فإن السياق يوحي بأنه عرض رأيًا محتمل وليس حقائق ثابتة. لذلك، لا ينبغي اعتبار أي رقم معين فيما يتعلق بزوجات الحسن بن علي رضي الله عنه كواقع مستقر ودقيق بدون توثيق قوي ومتماسك بالإسناد.
وفي النهاية، يعد احترام حرمة سير الصحابة الكرام ورعاية سمعتهم جزءًا أساسيًا من فهمنا للإسلام والتاريخ الإسلامي. لذا يجب التعامل بحرص شديد عندما يتم تناول مواضيع شخصية حساسة كموضوع زيجات الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا.