- صاحب المنشور: السعدي المزابي
ملخص النقاش:
مع استمرار تزايد الطلب على الطاقة حول العالم، تواجه الأسواق الدولية لأول مرة منذ عقود تحديًا كبيرًا يتمثل بنقص حاد في المعروض من النفط الخام والمنتجات البترولية. هذه الأزمة المتفاقمة تتسبب بأزمات اقتصادية واجتماعية وانتشار الغضب الشعبي بين البلدان المستوردة للنفط. وعلى الرغم من جهود المنظمات الدولية لحل هذه القضية الحساسة إلا أنها تبقى بعيدة عن تحقيق نتائج مثمرة حتى الآن. سنستعرض في هذا المقال خلفية الأزمة وأسبابها الرئيسية، بالإضافة إلى تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية، ومحاولة تقديم بعض الحلول المقترحة التي يمكن أن تساهم في تخفيف حدتها وتوفير مخزون مستقر ومتوازن عالمياً.
الخلفية والأسباب الرئيسية للأزمة:
- زيادة الاستهلاك العالمي: مع نمو السكان واستخدامهم المتزايد للوقود الأحفوري لتشغيل السيارات والصناعات وغيرها، زادت الاحتياجات العالمية منه بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة. وهذا الاتجاه قد يتسارع أكثر خاصة في الدول الصاعدة مثل الصين والهند حيث يزداد عدد المركبات الشخصية بسرعة كبيرة مما يستنزف المخزون الحالي باستمرار.
- انخفاض الإنتاج الجديد: رغم المحاولات الجارية لإحداث ثورة خضراء وتحويل التركيز نحو مصادر الطاقة البديلة، فإن الاعتماد الكبير حالياً على المنتجات النفطية يجعل أي انخفاض مؤقت للإمدادات الفيزيقية يؤثر بشدة وبسرعة شديدة بسبب عدم القدرة الفورية على تعويض العجز عبر تطوير موارد جديدة كافية للوفاء بالطلب الحاضر والمستقبلي.
- العوامل السياسية والجيوستراتيجية: غالبًا ما تكون السياسات الحكومية والتوترات الجيوسياسية هي المتحكم الرئيس بموازين السوق العالمية لمصادر الطاقة؛ ففي حالة ایران -على سبيل المثال– أدى فرض الولايات المتحدة لعقوبات صارمة عليها عقب انسحابها أحادي الجانب من اتفاق عام ٢٠١٥ بشأن برنامج طهران النووي إلغائها للعفو الخاص بسداد إيراداتها مقابل صادرات نفطها لبعض العملاء الآسيويين التقليديين لها كالصین وكوريا الجنوبیة ویعتبران أكبر مشتريين للنفط الايرانى قبل ذلك ولم يعد بإمكانها دفع مدفوعاتهما له بنفس العملة الذهبية كما يحدث عادة وهذه ظروف غير طبيعیّة بالنسبة للسعودیة أيضا والتي تعتبر منافسا اساسیا قويا جدا لهذه الثروة الطبيعيّة ذات الارتباط الوثيق بتلك المنطقة المضطربة دوما سياسيا.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للأزمة:
إلى جانب تأثير ارتفاع تكلفة انتاج المواد الأولية نتيجة للنقص الواضح في المعروض اليومي المعتاد منها والذي جعل تجارة وصناعة تصنيع مشتقات البنزين والديزل والشمع وغيرهما أمورا مكلفة للغاية مقارنة بالأيام السابقة ، فقد شهدنا ايضا :
* "التضخم الغذائي" الذي يرتفع بقوة إذ ترتبط معظم مراحل نقل الزراعة والإنتاج الزراعي والنقل البحري براكب الشاحنات أو القطارات المدججة بخزانات الوقود اللازمة لنظافتها وإصلاح أعطال محركاتها .
وبالتالي كل زيادة طفيفة ثمينة بلغة التجارة الحرّة ستزيد عبئاً آخر لاتباع قرار رفع الأسعار النهائية للمستهلك للاستقرار داخل سوق تنافسيه يهيم بها المشتري! وعليه سيصبح المواطن الفقیر اكثر فقراً حين يسدد ضرائبا جمركية مرتفعه على منتوجاته الرئيسيّة....
ومن ناحيتها الأخرى ,تسعى شركات التنقيب والاستكشاف لاستثمار مساحة أكبر لجذب المزيد من رؤوس الأموال ولكسب اليد العليا أمام المنافسين بينما يحصد جيوشٌ أخرى من موظّفات التسويق كتائب هجومية تقضي وقتَ النهار وكله ببذر بذور دعاية مغرية لفوائد استخدام تلك المنتجات الجديدة المصنَّعة حديثاً وبكل سعادة تزعم أنه بالإمكان الحصول عليه بكثافةٍ عالية نوعيتها فضلا عمّا تقدمه لهم من خصومات هائلة ! وستجد مواصلتك تشكو هرمـ ...