التوكل على الله والثقة برحمته: رؤية شرعية لحياة المرأة المسلمة بعد زواج عمر كبير.

في الإسلام، الحياة مليئة بالمجهولات، ولكن الأمل والتوجّه نحو الرحمن يمكن أن يؤديان الطريق. عندما تبدأين التفكير بالأوضاع المستقبلية المحتملة - مثل حال

في الإسلام، الحياة مليئة بالمجهولات، ولكن الأمل والتوجّه نحو الرحمن يمكن أن يؤديان الطريق. عندما تبدأين التفكير بالأوضاع المستقبلية المحتملة - مثل حالة فقدان الزوج - قد يبدو الأمر مخيفًا ومزعجًا. ولكن يجب أن نتذكر دائمًا أن الأقدار بيد الخالق وأن كل الأشياء محسوبة ومكتوبة منذ القدم.

الأرزاق ليست محصورة بإرادة الإنسان وحسب، بل هي أيضًا تحت تصرف الرب الرحيم. يقول القرآن الكريم "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" (هود: 6). وهذا يعني أن البركة والرخاء ليس مرتبطًا فقط بتوفر الموارد المالية، ولكنه يأتي أيضاً من مصدر أعلى وفريد.

بالإضافة إلى ذلك، لديك حق كامل في النصيب من ممتلكات زوجك وفق القوانين الإسلامية. إذا توفي الزوج بدون أولاد ذكر، سيكون لك الحق في الحصول على الربع من تركه. أما إذا كان هناك ابن ذكر، ستكون نسبة قسمتك للثلث مع احتفاظ الابن ببقية التركة. وهذا يشير إلى أهمية الولادة للأبوين حيث يضمن لهم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

لكن الأكثر أهمية من كل هذه التفاصيل القانونية والمادية هو التعامل بالإيجابية والإلحاح تجاه الله. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "(.. ويُؤمر بكتابة رزقه...")، مما يعكس تمام الوضوح بأن القدرة البشرية وحدها غير قادرة على التأكد من الخير والسعادة الكاملة؛ إنها هدية مقدسة مقدمة لنا من قبل الخالق الرحيم الواهب لكل شيء جميل ونبيل.

في النهاية، الإيمان الدائم بالله والقناعة بكل ما يأتي منه هما مفتاح الحياة الهانئة والحرية الروحية بالنسبة للمرأة المؤمنة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات