في حين يتم الحديث كثيرًا عن أهمية اللحية في الدين الإسلامي، إلا أن هناك سوء فهم بشأن أساسيتها ووجوبها. بناءً على السنة النبوية، تعتبر اللحية جزءًا من الفطرة التي يجب الاحتفاظ بها، الأمر الذي يشمل أيضًا قص الشعر عند حاجبه والإبط والنمش. ومع ذلك، فإن الادعاء بأن قص الأظافر يعد أيضًا "تغييرا لخلق الله"، هو ادعاء خاطئ وغير منطقي. فالشرع واضح فيما يتعلق بقصة الشعر للأناث وقصه لدى الذكور؛ حيث يُconsidered كجزء من الفطرة بالنسبة للرجال وليس مجرد "تغيير خلقي".
كما وردت أحاديث تؤكد عقاب الذين يعيشون حياة تخالف الفطرة البشرية الطبيعية. يوضح القرآن الكريم أن غيُّر خلق الله دون إذنه هو امتثال لأوامر الشيطان ومخالفة لله عز وجل ("ولأضلنهم ولأمينيين ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولامرنهم فليغيرن خلق الله"). وبالتالي، يعتبر حلاقة اللحية تشويهاً وخيانة لهذا الخلق الذي منحناه الرب سبحانه وتعالى.
بالنظر إلى الأدلة الدينية، يمكن تصنيف حلق اللحية ضمن التصرفات الصغيرة ولكنها قد تتحول لكبيرة بسبب الاستمرار فيها. وقد عبر علماء بارزون مثل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ عن رأيهم بأنه اذا قام شخص بحلق لحيته برغم علمه بكراهة فعلتها، فإن عمله سيكون خطيئة جسيمة.
ومن المهم التأكيد على أن حلق اللحية ينطوي على مخالفات شرعية أخرى بالإضافة لتغيير خلق الله. هذه المخالفات تتضمن التقليد المكفر للمجوس والمنافقين والسعي للتقمص والتعبير الخارجي عن عصيان الأوامر الدينية والاستهتار بالموقف الأخلاقي العام. هذه المواقف مجتمعة توضح السبب وراء شدة التركيز على الموضوع والحاجة الملحة للإبقاء على اللحية وفق تعليمات الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم.
وفي النهاية، تجدر الإشارة هنا الى الاعتقاد الراسخ بأن حفظ وصايا النبي واحترام كونها تمثل طريق الحق طريق الخير والصلاح لكل مؤمن مؤمنة.