- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تعتبر السياحة أحد أهم القطاعات التي تساهم بشكل كبير في اقتصاد العديد من البلدان حول العالم. وفي المنطقة العربية، تتمتع هذه الصناعة بإمكانات هائلة بالنظر إلى التراث الثقافي الغني والطبيعة الخلابة في مختلف الدول. هذا المقال يهدف إلى استكشاف التأثيرات الاقتصادية للسياحة في الشرق الأوسط وتقييم الفرص والتحديات المرتبطة بها.
الفرص:
- زيادة الدخل القومي: تعتبر عائدات السياحة مصدر دخل رئيسي للعديد من الدول. تقدر منظمة السياحة العالمية الأمم المتحدة (UNWTO) أن المساهمة المباشرة للاقتصاد العالمي من قطاع السياحة بلغت حوالي 8.9 تريليون دولار أمريكي في عام 2019. في منطقة الشرق الأوسط، حيث يوجد عدد كبير من المواقع التاريخية والدينية الشهيرة مثل الأهرامات المصرية وجبل عرفات في السعودية ومواقع البتراء في الأردن، فإن الاستثمار في تطوير البنية التحتية والسياحية يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في إيرادات الدولة.
- خلق فرص العمل: تشكل السياحة مصدراً كبيراً لفرص العمل سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. توفر الوظائف تتراوح بين العاملين في الفنادق والمطاعم والفنانين المحليين الذين يعملون في المنشآت السياحية بالإضافة إلى المتخصصين في إدارة وصيانة الأماكن السياحية نفسها. بالإضافة لذلك، هناك طلب متزايد على الخدمات ذات الصلة بالسياحة بما في ذلك الشركات الأمنية والشركات الناقلة للمركبات وغيرها الكثير.
- تنمية المناطق الريفية: غالبًا ما يتم التركيز على المدن الكبرى عند الحديث عن جذب السياح ولكن السياحة الداخلية والخارجية يمكن أيضا أن تحفز النمو الاقتصادي في المناطق الريفية. وهذا ممكن عبر تعزيز التجربة الثقافية والإقامة البديلة وبرامج الرحلات الصحراوية وما إلى ذلك مما يعطي قيمة أكبر للتقاليد والعادات المحلية ويعرض الجمال الطبيعي لهذه المناطق.
- ترويج التنوع البيولوجي: تُعد الحفاظ على الحياة البرية جزءاً أساسياً من أي خطة مستدامة متعلقة بالتنمية السياحية. يمكن استخدام سياسة "الاستخدام الذكي للأماكن العامة" لتوجيه الزوار نحو مناطق محددة ضمن محميات طبيعية بعيدة عن الأنواع المهددة بالانقراض بينما تحافظ هذه السياسة أيضاً على نمو المجتمعات المحلية وتعزز شعورهم بالتقدير لما لديهم من ثروات بيئية.
التحديات:
- المنافسة الدولية: رغم الثروات المتاحة داخل المنطقة العربية إلا أنها تواجه منافسة شديدة بسبب الاعتبارات السياسية والأمنية وسلوك الاتجاهات العالمية المتغيرة. إن إدراك الحكومات لأهمية القيمة المضافة لكل موقع سياحي أمر حيوي للاستمرار في المنافسة عالميًا والحفاظ على مكانته المتميزة.
- تأثير الموسمية: يتعرض قطاع السياحة لمواسم مختلفة خلال العام وقد تكون بعض الفترات أكثر ازدحاماً ببقية الأخرى. يجب وضع سياسات واستراتيجيات لجذب المزيد من السياح خارج تلك الفترة التقليدية خاصة حين تمر البلاد بأزمات صحية كالوباء الحالي لكوفيد-19 الذي أثّر بشدة على معدلات الإقبال السياحي.
- التنمية المستدامة: مع ارتفاع عدد زوار الأماكن السياحية التقليدية، هناك خطر كبير بفقدان التراث الثقافي الأصيل بسبب الضغوط الواضحة لتحقيق الربحية القصوى. لهذا السبب يجب طرح الحلول طويلة المدى والتي تؤكد الجانبين؛ تحقيق الربحية وتحقيق السلامة للفنون والثقافات المحلية.
- الإدارة البيئية: جانب آخر مهم وهو التعامل المسؤول مع المشكلات البيئية والمعرض لها نتيجة للسياحة المكثفة. ويتضمن ذلك مسائل المياه والنفايات والصحة العامة وأنظمة نقل فعالة وخالية من الانبعاثات. ويجب تقديم رؤى واضحة فيما يتعلق بتحسين تجربة السائح دون انتهاك حقوق السكان المحليين وضمان عدم وجود تأثير سلبي طويل المدى على جمال البلد الطبيعي.
إن فهم هذه الآثار والقضايا الرئيسية سوف يساعد الدول العربية على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن سياساتها الخاصة باتجاه توسيع قاعدة مشاركتها ضمن سوق السفر الدولي واستغلال مكانتها الرائدة كنقطة عبور ثقافية مميزة.