في الإسلام، يلعب دور الزوج والأمومة دوراً أساسياً في بناء المجتمع المسلم. ولذلك، حددت الشريعة الإسلامية حقوق ومهام لكل من الزوجين. عندما يأتي الأمر إلى هجر الزوج لزوجته، هناك عدة عوامل يجب مراعاتها بحسب الحالة.
بالنسبة لحالة هجر الزوج لزوجته بدون سبب وجيه، مثل النشوز، فهذا العمل محرم شرعاً. فالقرآن الكريم يقول "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا". هنا، يمكن للزوج هجر الزوجة مؤقتاً لإصلاح الوضع، لكن فقط في حالة عصيانها وظاهر نشوزها. عند تطبيق هذه الخطوات الثلاث (العظة والتخويف والهجر)، وبقاء المرأة على العصيان، يتم البحث عن حل وسط لتجنب الانفصال.
أما بالنسبة لحالة عدم النشوز، فقد أكدت العديد من الاستشارات الشرعية التي أجراها علماء بارزون مثل شيخ الإسلام ابن تيمية واللجنة الدائمة للإفتاء أن هجر الزوج لزوجته يكون ممنوعاً. حيث أن للزوج الحق في العفة وحق التعامل الجنسي المناسب ضمن حدود قدرته والجوانب الصحية الأخرى المتعلقة بالطرفين. بالإضافة لذلك، إذا استمر الحال بهذه الطريقة لأكثر من أربعة أشهر دون طاعة أو توافق، قد يعتبر الزوج مولياً حسب القانون الشرعي، مما يشمل معه مطالبأة بالتراجع أو مواجهة الطلاق بواسطة القاضي.
في حالات السفر أيضاً، وضعت الشريعة الإسلامية بعض الضوابط الخاصة. إذ يسمح للقضاة التدخل في الأمور المتعلقة بسفر الأزواج لفترة طويلة سواء كانت بسبب الظروف الاقتصادية أو غيرها. وفي تلك الحالات، يحق للأزواج رفع دعوة للحصول على الطلاق أو الفسخ إذا رأوا ضرورة لذلك. ومع ذلك، فإن السفر المؤقت لا يعد سبباً مشروعاً للهجر بشكل دائم دون التواصل والإعداد المناسبين.
وفي جميع الأحوال، هدف الشريعة الإسلامية واضح: تحقيق العدالة والحفاظ على السلام والاستقرار داخل الأسرة المسلمة.