- صاحب المنشور: دليلة السهيلي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تطورًا مذهلاً في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد امتد هذا التطور إلى مختلف القطاعات، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي محركاً رئيسياً للتغيير والتحسين. وفي مقدمة هذه القطاعات يأتي قطاع الرعاية الصحية الذي يواجه العديد من التحديات مثل نقص الأطباء والتمويل غير الكافي والعجز في تقديم رعاية صحية عالية الجودة لجميع الأفراد بغض النظر عن مكان وجودهم أو وضعهم الاجتماعي الاقتصادي.
يمثل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي حلاً مثيراً للعديد من هذه المشكلات. فالأنظمة القائمة على التعلم الآلي قادرة على تحليل كميات هائلة من البيانات الطبية بسرعة وكفاءة أكبر بكثير مما يمكن لأي طبيب القيام به يدويا. وهذا يساعد الأطباء على تشخيص الأمراض بدقة أكبر وأسرع، ومن ثم توجيه العلاج المناسب للمرضى. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الروبوتات والمستشعرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في مراقبة الصحة العامة والأمراض المعدية، كما تساهم في إدارة الأدوية وتوجيه المرضى نحو الخيارات العلاجية الأنسب لهم بناءً على تاريخهم الصحي الشخصي.
كما تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضًا لتوفير خدمات الدعم النفسي عبر الإنترنت، وهي فكرة ثورية خاصة خلال جائحة كوفيد-19 حيث كانت هناك حاجة ملحة للاستشارة النفسية من المنزل لحماية الناس من خطر العدوى. يتيح الذكاء الاصطناعي التواصل الفعال مع المرضى الذين قد يشعرون بمزيدٍ من الراحة عند الحديث أمام شاشة كمبيوتر أكثر منه مقابل وجه بشري مباشر.
لكن رغم كل الإيجابيات المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، فإن هنالك تحديات تحتاج حلولا أيضا. فعلى سبيل المثال، هناك مخاوف حول الخصوصية والحفاظ على سرية المعلومات الطبية الشخصية للمريض. علاوة على ذلك، يجب التأكد من عدم حدوث أي انحيازات ضمن البرامج البرمجية نتيجة التحيز الجنسي أو العرقي للشخص المسؤول عن تصميم تلك التقنيات. لذلك، يعد ضمان الشفافية والتوزيع العادل لهذه التقنية أمورا حاسما لتحقيق أفضل استفادة منها.
وفي النهاية، يبدو أن مستقبل الطب مليء بفرص كبيرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي. فأثناء سعينا لإحداث تغييرات جذرية في النظام الصحي العالمي، ينبغي علينا مواجهة تحديات اليوم بحكمة وبناء جسور الثقة بين البشر وتكنولوجيا المستقبل. إن الجمع بين عبقرية الإنسان وقدرة الذكاء الاصطناعي سيؤدي حتماً لمستويات جديدة تمامًا من الرعاية الصحية العالمية والتي ستصل بلا شك لكل فرد محتاج لها أينما كان موقعه جغرافيًا.