يمكن للمسلم أن ينوي صوم النفل - أي الصيام الاختياري وليس الفرض - أثناء النهار بدون مشكلة. ولكن هناك شرط مهم: يجب ألا يكون قد تناوله مفطراً قبيل نيته لصيامه. إذا أكل الشخص أو شرب أو فعل شيء آخر مما يفطر، فلن يصبح صومه صحيحاً حتى لو أمسك عن الطعام والشراب لبقية اليوم. وهذا لأن قاعدة صحة صوم النافلة هي عدم وجود أي مخالف للصيام antes de la intención. يقول أحد العلماء: "إذا ثبت هذا، فقد أصبح من شرط صحته أنه لا يأكل قبل النية ولا يفعل ما يفطره".
أما بالنسبة ليوم عاشوراء تحديداً، حيث كانت هذه الطريقة للصوم واجبة في السابق، فالحديث يدعم فكرة أن من بدأ يوماً دون قصد ثم اكتشف لاحقاً هو يوم عاشوراء ويستمر بالصيام، سيكون عمله صالحاً. كما ذكر ابن مسعود رضوان الله عنه بأن صوم عاشوراء كان فرضا ولكنه ترك عندما فرض رمضان، وبالتالي فهو الآن مستحب فقط. وبعد تطبيق فريضة رمضان، لن يعد الأمر نفسه مثل أيام عاشوراء الأولى. لذلك، بموجب الأحكام الحديثة، إذا تناول الشخص مفطراً في صباح يوم عاشوراء ثم قرر بعدها التصوم باقي اليوم بناءً على نية جديدة، فلن يتم قبول ذلك بسبب تناوله المفطرة سابقاً. خلاصة الأمر، فعلى المسلم التأكد من عدم ابتلاع أي شيء يفطر قبل نيته للصوم لتحقيق شرعية صومه الاحترازي.