فن استشراف المستقبل يبني على معادلات وأرقام وتجارب الماضي والحاضر المعلنة .. لتوقع شكل المستقبل وتحدياته وأحداثه واحتياجاته.
ولا يمكنه اغفال عوامل مجهولة، وعوامل الجنون والحماقة وسوء التقدير البشري، لان صفحات التاريخ تشهد بدور هذه العوامل في صناعة احداث كبرى..
غيرت وجه العالم.
الحديث عن حرب بين الصين وامريكا .. او الحرب العالمية الثالثة بتعبير اخر.
لا يستند الى مصادر استشراف المستقبل المعلنة، بقدر ما يستند الى عوامل مجهولة والى عوامل الجنون والحماقة وسوء التقدير..
لان من بديهيات استشراف المستقبل، حساب مصلحة الدول القادرة على اثارة الحرب، وامكانياتها.
موضوع القدرة على اثارة حرب وفرضها.. متاحة لاي كان.
ولكن الانتصار فيها او جني أرباح منها، موضوع اخر..
جورجيا تمكنت من فرض الحرب على روسيا سنة ٢٠٠٨ عبر مهاجمة الروس في ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية، بتحريض ودعم امريكي صهيوني.
وكانت النتيجة وصول الدبابات الروسية الى مشارف عاصمتها.
امريكا بالتأكيد قادرة على فرض الحرب على الصين .. حتى لو حاولت الصين تجنبها.
الامر لا يتطلب الا "حادث" استفزازي، وطوفان إعلامي دعائي لتبرير الحرب، واظهار الصين كمعتدي..
ولكن السؤال من سيخرج من حرب كهذه، بدون خسائر فادحة؟ ومن سيضمن عدم تعرضهما لخطر الإبادة النووية المتبادلة؟
في الحرب الباردة.. حدثت مناوشات حربية بين الاتحاد السوفياتي وامريكا وحلفها الدولي.
تضمن اشتباكات مباشرة وإسقاط طائرات مدنية وعسكرية و"حوادث" بحرية اصابت سفن وغواصات..
وكانت المناوشات تنتهي قبل تحولها الى حرب شاملة، عبر خطوط اتصال سوفياتية امريكية دائمة.
هل هذا ما سيحدث الان؟